أخبار
Global

زيارة لبنان: عام ونصف بعد انفجار ميناء بيروت

كارميلا غودو، المديرة الإقليمية لمنظمة الهجرة الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

بيروت - 17 مارس 2020 - في أغسطس 2020، قمت بزيارة مدينة بيروت، المدينة التي ضربها الانفجار آنذالك في بداية الشهر ذلك الشهر. كانت لبنان حينها في حالة من المحنة الكاملة والمطلقة حيث جاءت تلك الانفجارات وسط أزمة اقتصادية متفاقمة لا تزال تؤثر بشكل كبير على الجميع في لبنان.

فبعد عام ونصف، عدت لزيارة لبنان لحضور المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2022 - التعافي والصمود - ولمناقشة الأولويات الإقليمية للتعافي الشامل والمستدام من كوڤيد-19 والأزمات ذات الصلة.

تعد لبنان بلد مقصد لما يقرب من 210.000 عامل مهاجر، ممن تضرروا بشكل كبير جراء الأزمات المتداخلة في البلاد، حيث فقد الآلاف مصادر رزقهم ويواجهون فقراً مدقعاً. كثيراً منهم تقطعت بهم السبل، راغبين في العودة إلى ديارهم لكن تنقصهم الوسائل والإمكانيات للقيام بذلك. يواجه المهاجرون عقبات محددة تجعل من الصعب عليهم الحصول على المساعدات الإنسانية ويتم استبعادهم إلى حد كبير من برامج شبكات الأمان الوطنية.

في لبنان، يتفاقم ضعف العمال المهاجرين بسبب نظام الكفالة وحقيقة أن غالبية العمال المهاجرين غير محميين بموجب تشريعات العمل الوطنية التي تعرضهم للعنف والاستغلال وسوء المعاملة، بما في ذلك الاتجار بالبشر.

حيث يتزايد عدد المهاجرين الذين يتواصلون مع المنظمة الدولية للهجرة طلباً للمساعدة. منذ انفجارات الموانئ في الرابع من أغسطس، قدمت المنظمة الدولية للهجرة المساعدة لـ 1400 مهاجر. تشمل مساعدة المنظمة الدولية للهجرة خدمات إدارة الحالات والمشورة والغذاء والمساعدة النقدية الطارئة والرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي والإقامة المؤقتة والمساعدة القانونية والعودة الطوعية والمساعدة في إعادة الإدماج.

فقد سهلت المنظمة الدولية للهجرة مؤخراً العودة الآمنة لـ 59 عاملة منزلية كينية مهاجرة من لبنان، بالتنسيق مع جميع السلطات والشركاء المعنيين. وشملت الخدمات المقدمة من قبل المنظمة مساعدة أولئك المهاجرين إعادة الإدماجهم من الفئات الأكثر ضعفاً في مجتمعاتهم الأصلية، ودعم إعادة التأهيل والتعافي على المدى الطويل لأولئك الذين تعرضوا لسوء المعاملة والعنف والاستغلال، بما في ذلك الاتجار بالبشر.

تعمل المنظمة الدولية للهجرة في لبنان منذ عام 2006 وهي المنظمة الحكومية الدولية الرائدة في مجال الهجرة في البلاد. حيث تعمل المنظمة عن كثب مع الحكومة والمجتمع المدني لدعم المهاجرين في لبنان، ولا سيما أولئك الذين يعانون من حالات الضعف، وتقديم المساعدة المباشرة وتنمية القدرات للجهات الفاعلة المحلية في مجال الحماية.

كما وتدعم المنظمة الدولية للهجرة المهاجرين اللبنانيين الذين يجدون أنفسهم في محنة في بلدان أخرى، مثل أولئك الذين فروا من أوكرانيا وطلبوا اللجوء في البلدان المجاورة. حيث تعمل المنظمة الدولية للهجرة في لبنان على دعم اللاجئين من خلال تسهيل إعادة توطينهم ومسارات الحماية التكميلية، ومن خلال توفير المساعدة لكسب العيش للسوريين واستضافة المجتمعات اللبنانية. لتعزيز الهجرة الآمنة والإنسانية، تقدم المنظمة أيضًا المشورة بشأن سياسة الهجرة للحكومة.

 

بقلم: كارميلا غودو، المديرة الإقليمية لمنظمة الهجرة الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا