صورة لآلاء وهي تتسلم شهادة إتمام تدريب مهارات تطوير الأعمال في 29 حزيران 2022 (ملكية الصورة: المنظمة الدولية للهجرة)

آلاء البالغة من العمر ٢٦ عامًا وأم لثلاثة أطفال، تتحدث عن تجربتها في المشاركة في تدريب مهارات تطوير الأعمال الممول من صندوق قطر للتنمية (QFFD) والذي قدمته المنظمة الدولية للهجرة (IOM).

"لن أخسر بعد اليوم، أشعر بقوة لم يسبق لي أن أحسست بها، هذا التدريب أكسبني المهارات التي أحتاجها، لإدارة عملي الصغير بشكل سليم، من دون الوقوع في مزيد من الخسائر". تقول آلاء، وهي لبنانية من وادي البقاع، حيث تعيش مع زوجها وأطفالها الثلاثة. قبل أن تبدأ الأزمة الاقتصادية في لبنان، كان زوج آلاء يدير محلاً للخضروات. وبينما كان يركز على بيع الفاكهة والخضروات، قامت آلاء بإعداد وبيع المؤونة، مثل أوراق العنب والمخللات، باستخدام المواد الحافظة التقليدية مثل الماء المملح أو الخل أو الزيت.

"كان نفقاً من دون أفق، ذاك الذي دخلناه منذ بدء الأزمة الإقتصادية. مشكلة تلو الأخرى، لم يكن أمامنا من مجال حتى لإلتقاط أنفاسنا، انطلاقاً من اضطرارنا أنا وزوجي، لإغلاق مكان عملنا، بسبب عدم القدرة على تأمين الإيجار إضافة الى عدم امتلاكنا المعدات الضرورية لزيادة الأرباح أو شراء معدات المطبخ اللازمة". ازداد الوضع المالي للأسرة سوءاً عندما احتاجت ابنتهم إلى جراحة في القلب. "كان علينا استخدام كل مدخراتنا لدفع تكاليف العملية"، مضيفةً أنه ليس لديهم حاليًا المال لإعادة فتح متجرهم. "بدأ زوجي في بيع الخضار من سيارته" أضافت آلاء.

آلاء هي واحدة من ٥٦ مستفيداً حضروا تدريب مهارات تطوير الأعمال وتعتقد أنها تعلمت مهارات مهمة حول إدارة الأعمال، والتي ستفيدها بشكل جيد. تتضمن هذه المهارات كيفية حساب الأرباح وتسعير البضائع وترويج الأعمال.

"حصولي على المنحة المالية من المنظمة الدولية للهجرة -في حال حدوثه- سيشكل من دون أدنى شك، انطلاقة جديدة بالنسبة لي، سأستخدم التمويل لشراء المعدات اللازمة إضافة الى استئجار متجر لإعادة إطلاق عملي، أنا أقوم بتحضير مواد غذائية جاهزة في المنزل، بت الآن قادرة على إدارة أعمالي من دون خطر الوقوع في خسارة مادية، والفضل يعود في ذلك، لكل المعارف والتقنيات المفيدة التي اكتسبناها خلال التدريب الذي تلقيناه".

٥٠ سورياً ولبنانياً، سيكون عدد المستفيدين من المنح النقدية المدفوعة مباشرة من المنظمة الدولية للهجرة، على أن تبلغ كلّ منحة ١٬٥٠٠ دولار، وتُعطى بعد مراجعة خطة العمل المقدمة، التي يجب أن تبرز جدوى المشروع المطروح للدعم، والقدرة على تنفيذه وإنجاحه.

"حتى لو لم يتم اختياري لتلقي هذه المنحة أنا فائزة بكلّ الأحوال ! أنا فائزة لأنني اغتنيت بكثير من المعلومات والمعارف التي تلقيتها أثناء هذا التدريب، فمهما كانت النتيجة، أنا مستفيدة "! وتواصل آلاء كلامها بروح تفاؤلية: " هذا البرنامج الشامل: التدريب والمنحة المادية، والمنهجية الواضحة الذي يسير وفقها، هو تحديداً ما نحتاجه اليوم في لبنان ! أصحاب العمل والشركات بحاجة لإكتساب المهارات الضرورية للإدارة، وبالتالي التمكّن من فنّ الإدارة، وتعظم الحاجة الى ما سبق في ظل هذه المأساة الإقتصادية التي يعيشها لبنان".

يدعم هذا المشروع المجتمعين السوري واللبناني في شمال لبنان وعكار ووادي البقاع من خلال التوظيف قصير الأمد والتدريب المهني والمنح المالية للشركات الناشئة والصغيرة.