مأرب - عندما هربت زينة وعائلتها من العنف القريب من منزلهم قبل ثلاث سنوات، أصرت على أخذ الغسالة معهم أثناء فرارهم إلى منطقة أخرى في مأرب بحثاً عن الأمان.

أوضحت زينة قائلةً "معظم الناس انتقدوني وسخروا مني. قالوا إنه لا جدوى من أخذ غسالة، وأننا سنعيش في خيام في العراء، حيث لا توجد كهرباء ولا ماء"، 

وأضافت الأم البالغة من العمر 39 عاماً، وهي أم لسبعة أطفال، "لكنني كنت متأكدةً أيضًا من أن الأشياء التي تركناها وراءنا ستضيع إلى الأبد، وأننا لم نعد قادرين على شراء أشياء جديدة".

كانت زينة وعائلتها قد نزحوا مرة من قبل. في ذلك الوقت، لم تستطع الأسرة تحمل الواقع القاسي للنزوح وقررت العودة إلى قريتهم بمجرد هدوء الاشتباكات.

لكن السلام لم يدم طويلاً. بمجرد اشتداد الصراع مرة أخرى العام الماضي وفقدان الأسرة لأثنين من أطفالها - أبناء شقيق زينة - أدركوا أنه لم يعد بإمكانهم البقاء في المنزل.

قصتها مألوفة للغاية. فر العديد من النازحين داخلياً في اليمن والبالغ عددهم 4 ملايين شخص،  للنجاة بحياتهم عدة مرات منذ بدء الصراع قبل سبع سنوات. يحتاج كل شخصين من ثلاثة أشخاص في اليمن إلى مساعدات إنسانية من أجل بقائهم على قيد الحياة.

"اشتريت هذه الغسالة قبل خمس سنوات. في الماضي، عندما كانت حياتنا أفضل. كنا في وضع مالي جيد، وكان لدينا كهرباء ومنزل حقيقي ".

عندما أُجبروا على الفرار هذه المرة، أخذت قامت زينه بغسالة ملابسها في حضنها بينما كانت الأسرة تقطع مسافة 90 كيلومترًا إلى موقع النزوح في بطحاء ألميل في مأرب الوادي حيث استقروا.

وضعت زينة غسالتها في زاوية مطبخ مصنوع من الخشب والقماش الهشين. مع مرور السنين، نُسيَت الغسالة وتم استخدامها كمساحة للتخزين.

أبنة زينة تُعلق ملابسها التي تم غسلها لتجف على شجرة شائكة في مأرب. الصورة: إلهام العقبي/ المنظمة الدولية للهجرة 2021.

كما هو الحال في المخيمات الأخرى، لم يكن لدى مخيم بطحاء الميل كهرباء أساسية لأنه غير متصلة بشبكة الطاقة الوطنية التي تخدم المجتمعات في المدن.

أدى نقص الطاقة إلى عدم قدرة العائلات النازحة على إضاءة منازلها أو طرقها ليلاً أو شحن أجهزتها أو حتى تشغيل المدافئ في الليالي الباردة.

اعتمد الكثيرون على استخدام الشموع والمصابيح القديمة بعد حلول الظلام، مما زاد من مخاطر اندلاع الحرائق.

شقيقتا زينة الأرملتان اللتان فقدتا أزواجهما في الصراع، تعيشان مع أطفالهما في موقع النزوح نفس أيضاً.

عند غروب الشمس، تتوقف حياتنا في المخيم. وفي كثير من الليالي، وجدنا أنفسنا نأكل في الظلام " قالت لوزه، أخت زينة، وهي تشرح الوضع في المخيم.  

"كنت أجاهد كل ليلة لرعاية طفلي عندما كان يبكي. ذات ليلة سمعت صوت خدش خفيف تحت مرتبة طفلي. وعندما قمت بتشغيل الضوء الصغير الذي كان بحوزتي. وجدته عقرباً!"

امرأة نازحة وأبنتها يغسلون الملابس خارج مأواهم في مأرب. الصورة: إلهام العقبي/ المنظمة الدولية للهجرة 2021.

لتخفيف هذه المصاعب وإيصال الطاقة الكهربائية إلى المخيمات، بدأت المنظمة الدولية للهجرة، بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في توزيع أنظمة الطاقة الشمسية على العائلات في أكتوبر الماضي.

لقد غيرت الطاقة الشمسية حياة الأسرة - وحسّنت ظروفها المعيشية وفتحت فرصاً جديدة أمام الناس لكسب الدخل.

أوضحت صباح، وهي مساعدة في قسم إدارة المخيمات وتنسيق أنشطتها في المنظمة الدولية للهجرة قائلةً "إن الحصول على الكهرباء أمر بالغ الأهمية لسلامة الأشخاص النازحين داخلياً، لا سيما النساء والفتيات اللاتي يتعرضن غالباً للعنف والتحرش أثناء الليل ، خاصة عندما يكون الظلام شديداً ولا يمكن لأحد الرؤية". 

لوزة وأطفالها يستخدمون نظام الطاقة الشمسية لتحسين مأواهم. الصورة: إلهام العقبي/ المنظمة الدولية للهجرة 2021.

منذ أن توفرت الكهرباء في ملجأها ، بدأت زينة في استخدام الغسالة مرة أخرى. إنها سعيدة لأنها لم تتركها في المنزل.

ووصفت لوزة التغيير في حياتها قائلةً "من السهل علينا حقاً، استخدام وصيانة نظام الطاقة الشمسية الذي تم تركيبة. أنه يوفر لنا الضوء والكهرباء لشحن هواتفنا وتشغيل الأجهزة المنزلية" و أضافت "أصبحت الحياة أسهل بكثير".

وزعت المنظمة الدولية للهجرة أنظمة ومعدات الطاقة الشمسية على أكثر من 500 عائلة في مخيمي بطحاء الميل وسائلة في مأرب، وذلك بفضل دعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال.

يعد هذا التدخل أحد التدخلات العديدة التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة للأشخاص الذين يعيشون في مأرب حيث تدير المنظمة العشرات من مواقع النزوح وتوفر المياه النظيفة والصرف الصحي والرعاية الصحية والمأوى ومواد الإغاثة في حالات الطوارئ للأشخاص المحتاجين.