نهى البان، امرأة من لحج تعمل ناشطة اجتماعية وعاملة في المجال الإنساني. © ماجد محمد

لحج، اليمن - يعمل كل من النساء والرجال كمزارعين في اليمن، وهم يعانون من آثار تغير المناخ.

الزراعة هي المصدر الرئيسي للدخل لمجتمعاتنا، لكن تغير المناخ جعل الزراعة صعبة وأدى إلى تدهور اقتصادنا.

عندما تأتي الفيضانات فإنها تدمر منازلنا وطرقنا وتسبب مشاكل كبيرة من نزع الأشجار والمزارع من وجذورها.

تسبب تغير المناخ في الجفاف وندرة المياه أيضًا، مما جعل من المستحيل على المزارعين زراعة طعامهم. هم الآن بحاجة إلى حفر الآبار باهظة الثمن وقد أجبر هذا العديد من المزارعين على بيع أراضيهم والانتقال إلى مناطق أخرى.

كان 80 في المائة من مجتمعنا يعمل في المزارع ولكن الآن 30 في المائة فقط يستطيعون الزراعة، لم يعد الباقون قادرين على تحمل تكلفة البذور أو الموارد الأخرى التي يحتاجون إليها.

بعض الناس يغرقون ويموتون في الفيضانات، ففي العام الماضي لقيت فتاتان حتفهما بسبب الفيضانات. كما أدت الأمطار الغزيرة إلى زيادة وجود البعوض وانتشار الأمراض.

هناك أيضًا العديد من الأشخاص الذين اضطروا إلى الفرار بسبب النزاع ويعيشون في مواقع النزوح القريبة. هناك منافسة على الموارد الأساسية مثل الماء والغذاء وقد تسبب هذا في نشوب صراع بين النازحين والمجتمع المضيف في بعض الأحيان.

بصفتي عضوًا في لجنة حل النزاعات، أساعد في حل مثل هذه النزاعات و نقوم أيضًا بتثقيف المزارعين وتشجيعهم على دعم بعضهم البعض في إدارة الموارد وأراضيهم.

يعرف غالبية الناس هنا أن المناخ يتغير لكنهم لا يعرفون أنواع الاحتياطات التي يمكنهم اتخاذها. يحتاج الناس إلى مزيد من الوعي حول تغير المناخ لمعرفة كيفية حماية أنفسهم من الأمطار والرياح، وكيفية تخزين مياه الأمطار.

يمكننا دعم المزارعات في عملهن بمعدات أفضل، و نحتاج أيضًا إلى صنع طرق حديثة لتصريف المياه مثل السدود وبناء المزيد من الآبار كمصدر للمياه.

يجب أن يتحد كل فرد في المجتمع لحل هذه المشاكل كمجتمع وليس بشكل فردي.

يمكن للمرأة أن تساعد في الحد من مخاطر تغير المناخ من خلال التحدث إلى الناس وزيادة وعيهم.

يجب أن تكون النساء قدوة جيدة لأنهن أمهات وأخوات ومعلمات في المجتمع. يجب أن يسعوا جاهدين لتثقيف ونشر المعلومات بين المجتمع.

 

- نهى البان هي قائدة مجتمعية من لحج وعضو في لجنة حل النزاعات التابعة للمنظمة الدولية للهجرة والتي تم تشكيلها لمعالجة القضايا التي تنشأ في المجتمع نتيجة للنزوح الجماعي والتنافس على الموارد.

- يعمل أعضاء اللجنة على رفع مستوى الوعي حول الاستدامة والتماسك الاجتماعي والحلول السلمية للنزاعات في جميع أنحاء اليمن.

- نهى محاضرة في المعهد العالي للتدريب والتأهيل ومتطوعة في منظمات مثل المنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة

نهى البان، امرأة من لحج تعمل ناشطة اجتماعية وعاملة في المجال الإنساني. © ماجد محمد

معلومات عن تغير المناخ في اليمن:

لقد فقد ملايين الأشخاص بالفعل منازلهم ووظائفهم وأرواحهم نتيجة للآثار المستمرة لتغير المناخ في البيئات الهشة والمتأثرة بالصراع يعمل تغير المناخ كمضاعف للتهديد، حيث تعوق شدة وتواتر الكوارث المرتبطة بالمناخ القدرات على التكيف مع الصدمات وإدارة مخاطر الكوارث. في عام 2020 تأثرت 13 محافظة على الأقل من أصل 22 محافظة في اليمن بالأحداث الجوية السيئة التي أثرت على أكثر من 62،500 أسرة، وقد تأثرت بالفعل آلاف العائلات منذ ذلك الحين.

في جميع أنحاء العالم، غالبًا ما تكون المجتمعات الأكثر تضررًا من تغير المناخ هي أول من يطور الحلول التي تخفف من آثارها.

على المستوى المحلي يجب إيجاد طرق للمواصلة بل وتوسيع الزراعة والوصول المستدام إلى الموارد الطبيعية والعيش في أعقاب الكارثة.

أدت حالة الطوارئ المناخية إلى تفاقم الأزمة التي أثرت على آلاف النازحين والمهاجرين في اليمن. على الرغم من أن هذه حالة طوارئ عالمية إلا أن آثارها محسوسة بشكل غير متساو.

يجب أن تتعاون المجتمعات في جميع أنحاء العالم مع العاملين في المجال الإنساني لدعم البلدان والأشخاص الأكثر ضعفًا في مواجهة آثار تغير المناخ وتسهيل وصولهم إلى زيادة التمويل المستدام والقابل للتكيف والقدرة على الصمود. هذا سباق مع الزمن وكل إجراء للتخفيف أو التكيف بشكل مستدام مع الآثار المتطورة لظروف المناخ الصعبة مهم جدا من الآن.

 

معلومات عن مراكز التأهيل المجتمعي:
 

- بالتنسيق مع قادة المجتمع والسلطات المحلية أنشأت المنظمة الدولية للهجرة ست لجان لحل النزاعات في ست مناطق في مأرب ولحج بدعم من الاتحاد الأوروبي بهدف تخفيف الضغط والصراعات الناتجة عن النزوح الجماعي والتنافس على الموارد والخدمات.

- تتكون العضوية من كل من النازحين وأعضاء المجتمع المضيف بنسبة  30-40 ٪ من الإناث.

- تم تدريب الأعضاء على مواضيع مختلفة والتي تضمنت مسح الصراع والحوار المجتمعي والوساطة وإدارة المشاريع وكتابة المقترحات.

- تقدم مراكز التأهيل المجتمعي منتدى مرنًا ومفتوحًا يمكّن للوسطاء المدربين حل المشاكل البسيطة بين أفراد المجتمع للحفاظ على التماسك الاجتماعي وتجنب التصعيد المحتمل.

- ستساهم مراكز التأهيل المجتمعي في استدامة مشاريع المنظمة الدولية للهجرة من خلال الاستمرار في تعزيز التماسك الاجتماعي والحلول السلمية للنزاعات.

نهى البان، امرأة من لحج تعمل ناشطة اجتماعية وعاملة في المجال الإنساني. © ماجد محمد