مأرب – نزح علي – البالغ من العمر 9 أعوام – قبل أربع سنوات بسبب الصراع، ونشأ في ظروف صعبة. وفي الآونة الأخيرة، أصبح  لديه هو وعائلته مأوىً جديداً ليكون لهم سكناً.  

أوضح عبد الله، والد علي: "كان مأوانا القديم مهترئاً وبدأ ينهار فوق رؤوسنا. وكانت ملابسنا ومستلزماتنا المنزلية وطعامنا مغطاة بالغبار والأوساخ." 

"لم يعد يحمينا من المطر وأشعة الشمس والرياح، بل أصبح ملجأً للثعابين والعقارب والحشرات الضارة الأخرى." 

واليوم، شاهد علي بفرح مجموعة من عمال البناء يضعون اللمسات الأخيرة على مأواهم الانتقالي الجديد. قاموا بتثبيت الأعمدة، ووضعوا السقف وثبتوا طبقات عزل واقية قبل تسليم المنزل الجديد للأسرة. 

بعد يومين من العمل، كان هناك مأوى خشبي جديد يقف بثبات بجوار مأواهم القديم المتهالك. 

فاطمة، والدة علي، تتذكر المشقة التي عانت منها في مأواها القديم. الصورة: إلهام العقبي/المنظمة الدولية للهجرة، 2022م

عندما تعرض منزلهم القديم في محافظة ريمة للهجوم منذ أربع سنوات، فر علي مع والديه وأشقائه الأربعة إلى محافظة مأرب. استقروا في نهاية المطاف في موقع سائلة الرميلة للنازحين حيث بنى والدهم ثلاث غرف طينية صغيرة لإيواء أسرته. 

وأوضحت فاطمة، والدة علي: "لم نفكر أبداً في استئجار منزل في مدينة مأرب لأننا لا نملك المال لذلك، فكل شيء في المدينة، حتى الماء، يكلف الكثير من المال."  

"حياة النازحين صعبة حيثما ذهبوا، خاصة إذا كانوا لا يستطيعون تحمل تكاليف مأوى آمن".

علي وأمه في مأواهم القديم. الصورة: إلهام العقبي/ المنظمة الدولية للهجرة، 2022م

اعتاد علي وشقيقه ياسر البالغ من العمر 13 عاماً قضاء معظم وقتهم في إحدى الغرف الموحلة. لم تكن غرفهم جيدة التهوية ولا مضاءة، ولم يكن للغرفة باب. 

وما جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للأسرة هو أن المآوي الطينية تحتاج غالباً إلى عناية وترميم مستمرين، ووالد علي يعاني من إصابة في ظهره منعته من القيام بالصيانة المجهدة للمأوى. 

أسرة نازحة في مأواهم الانتقالي الجديد. الصورة: إلهام العقبي/المنظمة الدولية للهجرة، 2022م

وبناءً على المعلومات الواردة من المجتمعات، وجدت المنظمة الدولية للهجرة أن المأوى من ضمن الاحتياجات الأساسية في مواقع النزوح في مأرب. 

فقدمت المنظمة الدولية للهجرة، بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مآوي انتقالية لــــ 850 أسرة، من بينها اسرة علي، في ستة مواقع في مأرب لتوفير بيئة عيش كريمة وآمنة. 

وأوضح شعيب القديمي، عضو في فريق المأوى التابع للمنظمة الدولية للهجرة: "تعتبر المآوي الانتقالية حلاً فعالاً لما تتمتع به من مرونة في تلبية احتياجات النازحين. كما أنها تظل في حالة جيدة من عام إلى ثلاث أعوام ويمكن تحسينها بمرور الوقت." 

وبمجرد تركيب المأوى، أضاف إليه عبد الله طبقة أخرى من الطلاء للتأكد من أن المأوى أكثر مقاومة للبيئة القاسية التي يعيشون فيها. 

وقال عبد الله: "هذا المأوى مصدر ارتياح كبير. فهو يحمينا من المطر والرياح. ويمكن للأطفال الآن الدراسة والجلوس وتناول الطعام والنوم في منزلهم الجديد بأمان وراحة." 

علي يتذكر كيف كان الوضع في غرفته القديمة. الصورة: إلهام العقبي/المنظمة الدولية للهجرة، 2022م

"ما أحبه في المأوى الجديد هو أن هناك نافذتين. إنه مشمس ومليء بالضوء دائماً"، قال علي، وهو يشرح كيف يمكنه النوم بشكل أفضل الآن بعد أن أصبح بمأمن من لدغات البعوض. 

بينما كان علي يشاهد المأوى الجديد قيد الإنشاء، تَوَلَّد لديه طموح بأن يساعد يوماً ما المزيد من الناس في الحصول على منازل أكثر أماناً. 

علي يتحدث عن حلمه بأن يصبح مهندساً. الصورة: إلهام العقبي/المنظمة الدولية للهجرة، 2022م

وأضاف علي: " أريد أن أكون مهندساً وأن أعمل مع منظمة من أجل أن أبني منازل للناس الذين هم بحاجة إليها." 

 

إلهام العقبي و منةالله حُميد – مساعدا التواصل في منظمة الدولية للهجرة في اليمن