-
من نحن
من نحنالمنظمة الدولية للهجرة هي المنظمة الحكومية الدولية الرائدة التي تعمل على تعزيز الهجرة الإنسانية والمنظمة لصالح الجميع، مع وجودها في أكثر من 100 دولة. نشطت المنظمة الدولية للهجرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ أوائل الثمانينيات.
معلومات عن
معلومات عن
المنظمة الدولية للهجرة في العالم
المنظمة الدولية للهجرة في العالم
-
عملنا
عملنابصفتها المنظمة الدولية الرائدة التي تروج للهجرة الإنسانية منذ عام 1951، تلعب المنظمة الدولية للهجرة دورًا رئيسيًا في دعم تحقيق خطة عام 2030 من خلال مجالات التدخل المختلفة التي تربط بين المساعدة الإنسانية والتنمية المستدامة. تدعم المنظمة الدولية للهجرة الدول في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تحقيق أولوياتها الوطنية والوفاء بالتزاماتها الدولية في مجالات الهجرة والنزوح والتنقل.
ماذا نفعل
ماذا نفعل
القضايا العالمية الشاملة
القضايا العالمية الشاملة
- أين نعمل؟
- شارك بعمل شيء
- البيانات والمصادر
- 2030 Agenda
إنجامينا- مثل العديد من الشباب الإيفواريين الآخرين، تأثر هيرفي بشكل كبير بوسائل الإعلام في نشأته. يقول: "جعلتنا نصدّق أنّ الحياة أفضل في أوروبا".
غالبًا ما وعد الأهل أطفالهم برحلات إلى الخارج لتحفيزهم على تحسين أدائهم في المدرسة. يتذكر قائلاً: "أخبرنا أعمامي أنّهم سيصطحبوننا إلى أوروبا والولايات المتحدة إذا تفوّقنا في الدراسة".
ومع ذلك، كان لهيرفي مخطّط آخر. "أثناء طفولتي، كنت مَن يقوم بأنشطة ترفيهيّة في الحفلات - وهكذا ازداد شغفي بالرقص، لطالما حلمت بأن أبلغ الساحة الفنيّة الإيفواريّة، على خطى الأسماء الكبيرة مثال سيرج بينود أو ماري روز جيرو".
ولكن لسوء حظ هيرفي، لم يكن بالإمكان تحقيق حلمه في منزل والديه، حيث اعتبر العمل في مجال الفن خيارًا غير صالحاً، كذلك الأمر في بلد على عتبة أزمة سياسية واقتصادية طويلة الأمد.
"لقد تربّيت على يد جدتي التي شجعتني طوال حياتها، ولكن بعد وفاتها، أصبحت الحياة صعبة. واجهت الكثير من الضغوطات في المنزل لتحقيق النجاح لدرجة أنه أصابني الانهيار". ويضيف قائلاً: "لم يشارك والدي شغفي بالرقص، لذلك لم يكن لديّ خيار سوى الرحيل".
عام ٢٠١٠، وسط توترات فترة ما بعد الانتخابات، غادر هيرفي منزل العائلة متوجّهاً إلى أبيدجان. في ذلك الوقت، كان بالكاد لديه ما يكفي من المال. "بالنسبة إلي، كانت أبيدجان فرصتي الأخيرة - إما أحقّق النجاح أو أموت وأنا أحاول تحقيق ذلك".
بمساعدة بعض من معارفه، استقر في بلدة دابو، على بعد ٤٥ كيلومترًا من أبيدجان، حيث عمل كصياد سمك لدى عائلة استضافته لمدة ستة أشهر. بعد تأمين ما يكفي من المال، قرّر العودة إلى أبيدجان، حيث خفت حدة التوترات، من أجل الانضمام إلى مدرسة للرقص والتبادل الثقافي قامت بتأسيسها مصممة الرقص الإيفوارية ماري روز غيرود، مثله الأعلى منذ فترة طويلة.
بعد تخرجه، شارك هيرفي بانتظام في عروض مختلفة في جميع أنحاء أبيدجان، ما سمح له بالظهور تدريجياً على الساحة الفنية في المدينة، حيث سمع لأول مرّة عن تشاد. يقول: "عام ٢٠١٦، اتصل بي مصمّم الرقص الخاص بي لأداء عرض في تشاد. كانت فرصة للانضمام إلى مجموعة من الراقصين المحليّين الذين كانوا يستعدون للقيام بجولة عالميّة".
في ذلك الوقت، لم يكن الراقص الشاب يعرف الكثير عن تشاد وكان يخشى التوجّه إليها. يتذكر قائلاً: "عندما أجريت بحثًا سريعًا على موقع غوغل لم أر سوى صوراً عن الحرب". ارتابت هيرفي الشكوك، فرفض العرض.
ومتى سنحت له الفرصة مرة أخرى عام ٢٠١٦ بالذهاب إلى تشاد، قرّر هيرفي مغادرة أبيدجان في أول مغامرة تشادية له. بعد رحلة لمدّة عشرة أيام، وصل هيرفي وراقصان آخران أخيرًا إلى إنجامينا. ويذكر أنّ الأيام القليلة الأولى لم تكن سهلة إذ أنّ الفرق الشديد بين درجات الحرارة المعتدلة عند البحيرات الإيفوارية والمناخ الحار والجاف في العاصمة إنجامينا - وهي وأكبر مدينة في تشاد – تطلّبت منه الصبر والقدرة على التكيف.
في جنوب إنجامينا، ما يعرَف بمنطقة كونغو باريس حيث استقرّ هيرفي، بدأت عملية اندماجه البطيئة في المجتمع التشادي فيقول ضاحكاً:" أذكر تناول حساء الذرة يوميّاً لأنني لم أستطع هضم الأطباق التشادية".
واليوم وهو في الثلاثين من عمره، يعيش هيرفي في إنجامينا ويعمل بدوام كامل كفنان ومصمم رقص ورائد أعمال. كما أنه يدير جمعية مابلي إنتر"" وهي تضمّ مجموعة من الشباب الأفريقي المتحمسين للفن وللقضايا الاجتماعية – الثقافية.
إنه مؤلف كتاب لو بقيت What if I stayed، وهو عبارة عن عرض مستوحى من خسارته لأحد أصدقاء طفولته الذين حاولوا الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر.
"إنّ خبر وفاته أحزنني بشدة وهو ما ألهمني لكتابة هذه المسرحية". يهدف العرض إلى زيادة وعي الشباب حول مخاطر الهجرة غير النظامية.
بالنسبة إلى هيرفي، كان الأداء المسرحيّ وسيلة للتعبير عن مشاعره في أعقاب هذه المأساة التي كلّفت حياة أحد أقرب أصدقائه. تروي ابتسامته المشرقة قصة مغامرته المحفوفة بالمخاطر والتي أخذته عبر غرب إفريقيا قبل أن ينتهي به المطاف في تشاد.
إلى جانب شغفه بالفن، يلتزم هيرفي تغيير نظرة وطريقة تعامل الناس مع المهاجرين. يقول "يعتقد العديد أنّ المهاجرين يتوجّهون فقط إلى بلد ما للحصول على شيء في المقابل، لكنني أريد أن أثبت أنّنا نتمتّع بالقدرة أيضاً على المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد الذي يرحّب بنا".
على الرغم من التحديات، ومن أنّ فرص العودة إلى ساحل العاج أو التوجّه إلى بلدان أخرى طرحت نفسها عدة مرات، قرّر هيرفي البقاء في تشاد. على مرّ السنين، ما بين العاطفة والصبر والمثابرة، نما تعلّق هيرفي بتشاد، التي يعتبرها الآن بلده الثاني.
"في بلدي، يقال إنه عندما تصل إلى قرية ما ويتمّ استقبالك وتقديم الشراب لك، وجب عليك البقاء بينما تحضَّر وجبة الطعام. قدّمت لي تشاد ما أشربه، لذا وجب عليّ البقاء – إذ ينتظرني المزيد".
كتب هذه القصة فرانسوا كزافييه أدا أفانا، مسؤول دعم مشروع تابع للمنظمة الدولية للهجرة في تشاد، fadaaffana@iom.int.