أخبار
Local

صناعة الكمامات لمكافحة عدوى فيروس كورونا المستجد توفر دخلاً ضرورياً للنساء النازحات في مأرب

مأرب - أدت ست سنوات من الصراع إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، في الوقت الذي زاد تفشي فيروس كورونا المستجد من تدهور الأوضاع المتردية أساساً لملايين اليمنيين. وفي مأرب، حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين، كان للفيضانات الأخيرة تأثير مدمر على المجتمعات التي تكافح للتعامل مع فيروس كورونا. ولمساعدة الأسر النازحة في مأرب، من خلال الدعم المقدم من المملكة العربية السعودية، أطلقت المنظمة الدولية للهجرة  مشروع خياطة الكمامات في 13 موقع نزوح.

وفقاً للبنك الدولي، فقدت أكثر من 40 في المائة من الأسر اليمنية مصدر دخلها الأساسي في السنوات الأربع الماضية بسبب الصراع والانهيار الاقتصادي. ويعتبر النازحون من بين أكثر الفئات تضرراً، حيث يُجبرون على ترك كل شيء وراءهم عندما يفرون، ويفتقرون إلى فرص الدخل في المناطق التي يلجأون إليها.

وقد أدى التصعيد الأخير في القتال بالقرب من مأرب إلى نزوح أكثر من 8000 شخص في شهر سبتمبر وحده. ومنذ نهاية شهر يناير من العام الجاري، نزح أكثر من 70,000 شخص إلى محافظة مأرب أو ضمنها، ولا سيما إلى مدينة مأرب، هذا بالإضافة إلى العدد الكبير من النازحين الذين يعيشون من قبل في مأرب، مما أدى إلى تضاؤل حجم المجتمع المضيف الذي رحب بهم، على الرغم من الضغط المتزايد على الخدمات الأساسية.

وتسببت معدلات النزوح المرتفعة والاقتصاد المنهار وانعدام فرص العمل في زيادة التنافس على الوظائف ومصادر الدخل. ويهدف مشروع خياطة الكمامات إلى دعم دخل النساء النازحات مع زيادة الوعي بتدابير الوقاية من فيروس كورونا المستجد.

بدأت ندى – أم نازحة لثلاثة أطفال من حجة – بالبحث عن وسيلة لكسب لقمة العيش، بعد أن قُتل زوجها في أحد الأسواق في مأرب قبل سبعة أشهر، فقدت أسرتها العائل الوحيد.

قالت ندى، موضحة كيف جاءت للمشاركة في المشروع: "كنت أبحث عن أي نوع من العمل لأنفق على أطفالي، لذلك شاركت في هذا المشروع لخياطة الكمامات. ولقد تعلمت كيفية صنع الكمامات بشكل صحيح وتلقيت أدوات الخياطة."

فقد تم تدريب حوالي 60 امرأة في إطار مبادرة المنظمة الدولية للهجرة والمملكة العربية السعودية في مأرب. وتلقت هؤلاء النساء تدريباً لمدة يومين، وحصلن على الأدوات والمواد اللازمة لصنع الكمامات.

وعلقت صباح القباطي، المساعد الميداني للمنظمة الدولية للهجرة في مأرب: "تلقينا العديد من الطلبات من النساء النازحات للحصول على الدعم لبدء مشاريع صغيرة. وقد استجابت المنظمة الدولية للهجرة لطلبهن وقامت بتعليمهن كيفية صنع الكمامات."

طُلب من كل امرأة أن تصنع ما يقرب من 350 كمامة في غضون أسبوعٍ واحد. وحتى الآن، قامت النساء بخياطة ما يقارب 28,000 كمامة إجمالاً. وعند الانتهاء من خياطتها، قدمت المنظمة الدولية للهجرة للنساء المشاركات حوافز نقدية، ثم قامت المنظمة بتوزيع الكمامات المصنوعة على مجتمع النازحين.

أما نبيلة، من إب، وهي حامل في شهرها الرابع، نزحت مع زوجها عبده وأطفالهما التسعة إلى مأرب منذ ثلاث سنوات. يعاني زوجها من إصابة في ظهره تمنعه من العمل. لذا لم يكن لديها خيار سوى أنت تجد طريقة لإطعام أطفالها.

"لقد صنعت أكثر من 700 كمامة لأنني في حاجة ماسة إلى المال. حتى أن زوجي ساعدني في صنعها، وأنا على استعداد لصناعة المزيد." أوضحت نبيلة.

وأضافت:"بعد أن تلقيت مبلغاً مقابل الكمامات، تمكنتُ من شراء ملابس ومستلزمات مدرسية لأطفالي، ووفرت بعض المال لابنتي الحامل التي توشك على الولادة." ، فابنة نبيلة هي أيضاً حامل، وعسى أن يواسيها حملها عن فقدان زوجها مؤخراً.

سيتم توزيع الكمامات المصنوعة في هذا المشروع على الأسر النازحة التي تعتبر أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا في مخيماتهم. حتى الآن، يقدر أن أكثر من 500 شخص قد استفادوا من المشروع الحالي.

لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع المنظمة الدولية للهجرة اليمن:

بالعربية: منة الله حُميد، هاتف: 739888755، بريد إلكتروني mhomaid@iom.int

بالإنجليزية: أوليفيا هيدون، هاتف: 00251926379755، بريد إلكتروني oheadon@iom.int