أخبار
Local

غرقٌ مأساوي لقارب يحمل 20 مهاجراً قبالة سواحل اليمن يخلف 12 متوفىً و4 مفقودين

حدث الغرق الأخير يؤكد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات الإنسانية وتعزيز تدابير السلامة على طول طرق الهجرة الخطرة. الصورة: المنظمة الدولية للهجرة/ ماجد محمد

تعز، 26 تموز/ يوليو – غرق مجدداً قاربٌ قبالة سواحل اليمن يوم الأربعاء (24 تموز/ يوليو)، مما أسفر عن وفاة 12 مهاجراً وفقدان أربعة آخرين. ووفقاً للناجين، فقد انقلب القارب – الذي كان يحمل على متنه 20 مهاجراً  إثيوبياً معظمهم من إقليم تيغراي –  بالقرب من مديرية ذو باب في محافظة تعز.

وقال مات هوبر، القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن: "يؤكد هذا الحادث الأخير على الحاجة الملحة لتعزيز تدابير السلامة والجهود التعاونية لحماية المهاجرين." "وإن الزيادة المقلقة في حوادث غرق القوارب ووفيات المهاجرين هي تذكير صارخ بالمخاطر التي يواجهها أولئك الذين يفرون من الظروف القاسية. وإن المنظمة الدولية للهجرة مستعدة لتقديم الدعم حسب الحاجة، وقلوبنا مع الضحايا وأُسَرِهم خلال هذا الوقت العصيب."

غادر هذا القارب جيبوتي يوم الثلاثاء الساعة 9 مساءً، وانقلب في وقت مبكر من صباح الأربعاء بسبب الرياح القوية وتعطل المحرك. ومن بين الركاب البالغ عددهم 22، نجا ستة، بمن فيهم قبطان القارب اليمني ومساعده. وتم انتشال جثتين لرجل وامرأة ودفنهما من قبل السلطات المحلية، ولا يزال مصير الأفراد المتبقين مجهولاً.

وقد أدت الحملة العسكرية الأخيرة في اليمن التي استهدفت شبكات المهربين وزيادة الدوريات الساحلية إلى انخفاض كبير في أعداد المهاجرين الوافدين من جيبوتي والصومال. وعلى الرغم من هذه الحملات الصارمة، ما تزال عمليات التهريب قائمة، مما يدل على الحاجة الملحة إلى استراتيجيات شاملة لتفكيك هذه الشبكات وحماية المهاجرين الضعفاء.

ولم يشهد مضيق باب المندب، وهو نقطة أساسية لعبور المهاجرين، أي وصول من جيبوتي إلى محافظة لحج منذ كانون الأول/ ديسمبر 2023م. وعلى الرغم من الصراع الدائر في اليمن، يستمر المهاجرون في المرور عبر البلاد على أمل الوصول إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.

ففي عام 2023، رصدت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 97,200 مهاجر إلى اليمن، ليتجاوز بذلك العدد المسجل العام السابق. وعلى الرغم من الانخفاض الكبير في إجمالي المهاجرين الوافدين إلى اليمن في النصف الأول من عام 2024 – حيث تم تسجيل 10,395 مهاجراً مقارنة بـــ 77,130 في نفس الفترة من عام 2023 –  إلا أن المخاطر ما تزال مرتفعة.

وتتقطع السبل بالعديد من المهاجرين في اليمن، حيث يجدون أنفسهم محاصرين بين الصراع القائم وعدم الاستقرار الاقتصادي والظروف القاسية. وغالباً ما يعيش هؤلاء الأفراد، ومعظمهم من منطقة القرن الأفريقي، في ظروف مزرية، بما في ذلك محدودية الوصول إلى الأساسيات مثل الغذاء والمياه والرعاية الطبية. كما أن الرحلة المحفوفة بالمخاطر، مقرونةً بالاستغلال على أيدي المهربين ومخاطر الاتجار بالبشر، تجعل العديد من المهاجرين في حالة ضعف وفي حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.

وعلى الرغم من الجهود المستمرة التي تبذلها المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم، فإن حجم الأزمة يتطلب المزيد من التمويل والموارد لتلبية احتياجات المهاجرين العالقين بشكل مناسب. ويعد تعزيز التعاون الدولي وزيادة الدعم المالي أمرين ضروريين  لضمان سلامة وكرامة هؤلاء الأفراد أثناء مرورهم بالتحديات المعقدة للبحث عن حياة أفضل.

ويواصل مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة رصد الحوادث على طول هذا الطريق المحفوف بالمخاطر والإبلاغ عنها. ومنذ عام 2014م، سجل مشروع المهاجرين المفقودين 2,082 حالة وفاة واختفاء بين المهاجرين على الطريق الشرقي، بما في ذلك 693 حالة غرق.

 

للمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:

مونيكا كيرياك، مسؤولة الإعلام والتواصل، mchiriac@iom.int

فريق التواصل في المنظمة الدولية للهجرة باليمن، iomyemenmediacomm@iom.int

 

ملحوظات:

مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة هو قاعدة البيانات الوحيدة المفتوحة المصدر حول وفيات المهاجرين واختفائهم في جميع أنحاء العالم والمؤشر الوحيد (10-7-3) لقياس الهجرة الآمنة وفق أهداف التنمية المستدامة.

بالتعاون مع 48 منظمة إنسانية وتنموية أخرى وحكومات، تنسق المنظمة الدولية للهجرة خطة الاستجابة الإقليمية للمهاجرين في القرن الأفريقي واليمن وجنوب أفريقيا للاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة للمهاجرين على طول الطريق الشرقي. وعلى الرغم أن نداء شركاء خطة الاستجابة الإقليمية للمهاجرين طالب بتمويل قدره 112 مليون دولار أمريكي، إلا أن النداء ما يزال يعاني من نقص شديد في التمويل.