أخبار
Local

بيان المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة بمناسبة الذكرى العاشرة للصراع السوري

بيان المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة بمناسبة الذكرى العاشرة للصراع السوري

جنيف - يصادف هذا الأسبوع مرور عقد من الزمان من الصراع والدمار في سوريا. لقد فُقدت أرواح لا حصر لها في الحرب، كما تم اجتثاث الملايين من بيئتهم و أُضظروا للنزوح، وتأثرت أجيال بكاملها. 

لم تعد العودة إلى الحياة السابقة خيارًا بالنسبة للكثير من السوريين، وأصبح الانصراف الى شيئ آخر يمثل حسرة يومية تقطّع القلوب. لقد أظهر المتضررون من الأزمة قدرة فائقة على مواجهة الأزمات والمثابرة، ومع ذلك لم يُمنحوا سوى القليل من الوقت للاستراحة من الآثار التي لا يمكن تداركها للنزاع وإراقة الدماء. 

للأسف، لا يزال العديد من الذين بقوا داخل البلاد يعانون من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والجوع والعنف، و هي حالة قد تفاقمت بسبب الوباء. و لا تزال التوقعات الاقتصادية والسياسية للأشهر الـ 12 المقبلة قاتمة، حيث يصارع الأشخاص الأكثر تضررًا بعناء شديد لأجل تغطية نفقاتهم الأساسية. 

ثلاثون في المائة من إجمالي السكان هم نازحون حاليًا، بما في ذلك 2.7 مليون شخص موجودون في شمال غرب البلاد. و على مدى العقد الماضي، كان العديد منهم في حالة هروب مستمر. كما أن ما يقرب من ربع النازحين في سوريا أُجبروا على الفرار أربع مرات على الأقل. 

في حين فتحت أكثر من 100 دولة أبوابها للاجئين السوريين، فإن أكثر من 5.6 مليون شخص يقيمون في مخيمات اللاجئين أو المراكز الحضرية في البلدان المجاورة مثل تركيا و العراق و الأردن و لبنان و مصر. 

سافر آخرون أبعد من ذلك - حيث قاموا برحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط ​​أو عبر المسالك االخطرة - و تحملوا مخاطر كبيرة على أمل الحصول على حياة أفضل. 

في حين وجد العديد من السوريين سبلًا للاندماج في بلدان اللجوء أو بلدان إعادة التوطين في الخارج، لا يزال الكثير منهم يكافحون لتلبية احتياجاتهم الأساسية أو إيجاد فرص لبناء مستقبل أفضل. 

قامت المنظمة الدولية للهجرة (IOM) بتقديم المساعدة للسوريين الفارين من الصراع طوال العقد الماضي. 

تواصل فرقنا العمل دون كلل لدعم من هم في أمس الحاجة للمساعدة الإنسانية المنقذة للحياة ولتعزيز التماسك الاجتماعي وفرص الاندماج التي سمحت للكثيرين ببدء الحياة من جديد. و قد ساعدت عملياتنا المعنية بإعادة التوطين أكثر من 230 ألف لاجئ سوري على الانتقال بأمان إلى بلدان جديدة.  

داخل سوريا، نقوم بدعم عمل الآلاف من السوريين العاملين في المجال الإنساني في الخطوط الأمامية والذين يخاطرون بأنفسهم بشكل كبير كل يوم لتقديم خدمات للملايين من الأشخاص الذين يعانون من الضيق الشديد كما يقمومون بتتبع حجم النزوح. و في العام الماضي، استفاد أكثر من مليون شخص من عمليات المنظمة الدولية للهجرة عبر الحدود.   

على الرغم من بذلنا قصارى جهدنا، لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به للتخفيف من معاناة السوريين، ودعم قدرة المجتمعات المحلية على مواجهة الأزمات، وتأمين حلول كريمة لجميع النازحين. 

يظل الوصول إلى شمال البلاد من خلال العمليات الجارية عبر الحدود تدخلاً إنسانيًا أساسيًا منقذًا للحياة. 

كما تُعتبر زيادة الاتزامات الخاصة بالتمويل من جانب المجتمع الدولي للعمليات الإنسانية مهمة جدا. فبدون استثمارات أكبر في الاستجابة بشكل مناسب للاحتياجات الملحة لـ 13.4 مليون شخص داخل سوريا، فإننا نجازف بمضاعفة هذه المأساة الإنسانية. 

إنني أدعو شركائنا الموثوق بهم ومجتمع المانحين الدوليين إلى مواصلة دعم عمليات المنظمة الدولية للهجرة في سوريا، حتى لا ندير ظهورنا للشعب السوري و لا نتركه لسبيله. 

و بينما هناك حاجة ماسة إلى تمويل إنساني أكبر، فإن هذا الوضع لن يتم حله أبدًا بالمساعدات وحدها. اذ لا تزال أرواح الكثيرين مهددة في  ظل غياب حلول طويلة الأمد. 

انني أضم صوتي إلى صوت زملائي مديري وكالات الأمم المتحدة في الدعوة إلى حل مستدام لإنهاء الصراع ، والسماح للشعب السوري بإعادة بناء حياته بكرامة. ففي نهاية المطاف، الحل السياسي وحده هو القادر على إنهاء عقد من الصراع والمعاناة وتحقيق السلام الدائم.