News
Local

ليس الوقت مناسباً لتجاهل اليمن

ليس الوقت مناسباً لتجاهل اليمن

ليس الوقت مناسباً لتجاهل اليمن

أنتونيو فيتورينو

المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة

وصلت اليمن لمرحلة حرجة.

يجب على المجتمع الدولي أما أن يتحد لمواجهة الاحتياجات الهائلة لأسوأ أزمة إنسانية في العالم أو أن يتحمل تبعات الآثار المدمرة لكوفيد-19 على  28 مليون يمني.

حصدت ست سنوات من الصراع حياة أكثر من 100 ألف شخص. وثمانون في المائة من الشعب اليمني يعتمدون على المساعدات. و عشرة ملايين شخص يكافحون لإطعام أنفسهم.

وبالرغم من التضحيات التي يقدمها موفري الرعاية الصحية والعاملين الإنسانيين بشكل يومي، تتوقع منظمة الصحة العالمية أن أكثر من نصف السكان في اليمن سوف يصابون بعدوى الفيروس وأن أكثر من 40 ألفاً سوف يموتون.

ساعدت المنظمة الدولية للهجر أكثر من خمسة ملايين شخص في اليمن في عام 2019. وبالرغم من التحديات المتعددة لم يكن بالإمكان أن نوقف عملياتنا وأن نترك النازحين داخلياً وأولئك المتأثرين بالصراع والمهاجرون المعرضون للخطر أن يواجهوا الجائحة بمفردهم.

نحن مستمرون في تقديم المساعدات الإنسانية، وتوسيع أنشطتنا المتعلقة بكوفيد-19 مثل رفع الوعي بالنظافة الشخصية وتقديم الدعم الصحي وبناء مراكز عزل وعلاج في المواقع التي تستضيف أعداداً  كبيرة من النازحين داخلياً. وقام طاقمنا بدمج ممارسات نظافة شخصية صارمة في أعمالهم لكيلا يصابون هم أو العائلات الموجودة في المجتمعات التي يعملون فيها بالفيروس.

إلا أنني لازلت متخوفاً من التقارير التي تأتي من فرقنا الميدانية. لأن جائحة كوفيد-19 تُقَوٍض نجاحاتنا الهشة وتزيد من عمق الأزمة.

ولازلت قلقاً بشكل خاص حول الظروف غير الصحية في مواقع النزوح المكتظة أو في المباني المهجورة التي يُجبر النازحين داخلياً في جميع أنحاء البلاد أن يعيشوا فيها. ومع قلق العديد من الأفراد حول تأمين مكان آمن للعيش فيه، كيف يمكننا أن نتوقع منهم أن يعطوا الأولوية لشراء الصابون؟

وكأنما سنوات من الصراع والنزوح الهائل وأكبر تفشي للكوليرا في العالم والفيضانات المدمرة لم تكن كافية، حيث تُضطر هذه المجتمعات ذاتها أن تحمي نفسها من كوفيد-19 بدعم أقل من ذي قبل.

وقد تجبر غالبية برامج الأمم المتحدة في اليمن على إيقاف عملياتها قريباً نظراً لقلة التمويل. وتُقدر وكالات الإغاثة أنها ستكون بحاجة إلى مبلغ يصل إلى ملياري دولار لتغطية تكاليف الأنشطة من شهر يونيو وحتى شهر ديسمبر فقط.

وانا قلق أيضاً بشأن وضع المهاجرين الذين يعمل أفراد طاقمنا لمساعدتهم وحمايتهم في جميع أنحاء القرن الأفريقي والخليج.

اليمن بلد عبور مهم جداً، ويقع على أكثر طرق الهجرة البحرية ازدحاماً في العالم. أكثر من 138 الف مهاجر، معظمهم من إثيوبيا، عبروا خليج عدن قادمين من القرن الأفريقي في عام 2019.

وبعد أن قطعوا مسافات عبر مناطق النزاع المسلح وعادة ما كانوا يُعرضون للإساءة والاستغلال على أيدي تجار البشر فيها، لازالت المخاطر التي تواجههم في تزايد مع تزايد الخوف من كوفيد-19.

يُوصم المهاجرون عادة بدون ذنب، ويتعرضون إلى التحرش اللفظي والجسدي ويُمنَعون من الوصول إلى الرعاية الصحية. ويتم تقييد تحركاتهم في بعض المناطق، وفي مناطق أخرى يُجبرون على الانتقال إلى مناطق الخطوط الأمامية للقتال أو إلى أعماق الصحراء.

أدت قيود السفر إلى تقليل عدد المهاجرين الواصلين إلى اليمن بنسبة تقارب 85 في المائة بين شهري يناير وأبريل، ولكن العديد منهم الآن يجدون أنفسهم عالقين في اليمن. وبعضهم محتجزون الآن في ظروف مكتظة وغير صحية داخل مراكز الاحتجاز والحجر الصحي. نحن نستمر في مناشدة القادة لمناصرة أطلاق سراح المهاجرين المحتجزين بشكل فوري ولحماية أولئك العالقين منهم.

ستستضيف الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية مؤتمراً مشتركاً للمانحين في الثاني من يونيو، والذي سيكون مفتاح حشد الدعم لليمن. أرجو من الدول المانحة أن تتذكر أن كوفيد-19 مثل الإنسانية،  لا يعترف بالحدود.

وجود الموارد شيء حيوي من أجل الاستمرار في تنفيذ أكبر عملية أغاثه في العالم وتوسيعها للاستجابة للأزمة الدائمة التوسع. نستطيع الاستمرار في إنقاذ الحياة في اليمن بدعم من المجتمع الدولي، ولكن العد التنازلي قد بدأ بالفعل.

نحن في هذه الأزمة سوياً، ولقد تضررنا جميعنا من هذا الفيروس ولذلك يجب أن نعمل معاً لضمان عدم ترك أيّ أحد خلف الركب.

--

يمكن الاطلاع على النسخة الانكليزية للبيان عبر الرايط التالي: https://news.trust.org/item/20200601143346-x4id5