"لقد نشأت على حب السيارات الألمانية من الصغر، خلال فترة الاضطرابات وعدم الاستقرار، كانت بالنسبة لي رمزآ للقوة والمتانة، أتذكر في عام 1989، اشتريت سيارة أحلامي: وهي مرسيدس 300SE. كانت بنية اللون بشكل مثالي وما زلت أفكر في تلك السيارة.

نشأت في محافظة النجف الأشرف بالقرب من عالم السيارات، في مرحلة المدرسة الإعدادية، عملت في ساحة خردة لبيع قطع الغيار وإصلاح السيارات القديمة، بعدها أتيحت لي الفرصة لمعرفة المزيد حول إصلاح وصيانة السيارات الألمانية في احدى ورش الصيانة. لقد كان مزيجًا من الدراسة النظرية والتطبيقات العملية. بينما كانت الحياة بسيطة في ذلك الوقت كنت استمتع بتحدي اصلاح السيارات.

حلمت أن أفعل شيئًا مهمًا لبلدي آنذاك، لكن مع الحرب وسقوط النظام السابق ضاعت أحلام كثيرة.

بعد ولادة ابني مصطفى، انتقلت إلى بغداد عام 2003 على أمل العثور على عمل وحياة أفضل لعائلتي، لكن وضع البلاد لم يكن مستقرا حينها.

في عام 2015، عندما بلغ مصطفى الثالثة عشر، قررنا الهجرة إلى ألمانيا بشكل غير نظامي. قمت بالتضحية بسيارتي لتمويل الرحلة. استغرقت الرحلة ثمانية أيام شاقة عبر تركيا واليونان والمجر. وفي لحظات، واجهنا خطر الغرق وبالكاد تمكنا من النجاة من حادث إطلاق نار. دفعنا مبالغ ضخمة لشخص ليقوم بتهريبنا عبر الحدود. كانت تلك تجربة مؤلمة، وأدركت أنني اخترت المغامرة الخاطئة.

وبالرغم من وصولنا إلى ألمانيا، وبقائنا هناك لمدة خمس سنوات أثناء انتظار تصريح الاقامة، لم يتوقف قلبي عن العودة الى العراق.

أشتقت الى الأجواء البسيطة والممتعة في بلدي وتجمعاتنا الكبيرة ومناسباتنا الاجتماعية. في عام 2020، قررت العودة الى بغداد، كم كان الأمر مخيباً للآمال لأنني خسرت الكثير من المال وتركت مصطفى هناك في المانيا ولم أكن في أفضل حالة معنوية حيث عدت خالي الوفاض.

بعد عودتي، رأيت إعلانًا بالصدفة يقدم مساعدة مجانية للعائدين في آلية الإحالة الوطنية في بغداد، التابعة لوزارة الهجرة والمهجرين. كما يوفر مكتب الإحالات خدمات إعادة الإدماج، وبناءً على وضعي، نصحني اخصائي الإحالة الذي استشرته بجلسات للصحة النفسية والدعم نفسي واجتماعي في إطار منظمة غير حكومية محلية تسمى مؤسسة جيان، كانت عملية التسجيل بسيطة واكتفت المنظمة بتسجيل بعض المعلومات الأساسية.

كان هناك العديد من الأشخاص مثلي في الجلسات، يكافحون لإعادة بناء حياتهم في العراق بعد تجربة خيبة الأمل والعودة من أوروبا. تبادلنا الأحاديث ووجدنا العديد من التجارب المشابهة، وأدركت أنني لست وحيدًا في تلك الرحلة.

استغرق الأمر بضع جلسات حتى ابدد المرارة التي اشعر بها وألقي نظرة على الجانب الأكثر إشراقًا من حياتي، اشعر الان بالتفاؤل حيث هذه ليست النهاية وسيستغرق الأمر وقتًا مزيدآ من الموارد، ولكني على يقين سأفتتح ورشة العمل الخاصة بي انني في يوم من الأيام ".

محمد، 67 عامًا، عائد عراقي من ألمانيا إلى بغداد، حصل على دعم من وزارة الهجرة والمهجرين العراقية من خلال آلية الإحالة الوطنية في بغداد، بينما عززت المنظمة الدولية للهجرة قدرات النظام منذ نوفمبر 2022، قام مئات العائدين مثل محمد بزيارة مكتب الاحالة في بغداد للتسجيل والاستفادة من الإحالات لخدمات إعادة الإدماج ، مثل الإسكان والتعليم والتوظيف وسبل العيش والمساعدة القانونية والتوثيق المدني والصحة النفسية والدعم النفسي. علما ان هذه الخدمات سرية ومجانية لجميع العائدين العراقيين.

هل عدت مؤخرا الى العراق؟ قد تكون إعادة بناء حياتك في العراق عملية صعبة ، لكن ليس عليك أن تكافح بمفردك.

يمكنك زيارة مكتب وزارة الهجرة والمهجرين في بغداد:

كرادة مريم ، بناية وزارة الهجرة والمهجرين.

رقم الهاتف: 07718650121, 07723222031, 07717751008