قصص
بقلم :
  • مؤيد الزغداني
  • مؤيد الدوفاني

ليبيا – في عام 2021، انطلق أويهيدي –وهو أب لثلاثة أطفال– من بنجلاديش إلى ليبيا سعيًا لتأمين دخل أفضل لمساعدة أسرته. واستقر أخيرًا في مدينة درنة حيث عمل جزارًا. وقد قوبل بترحيب حار من جانب مجتمع العمال المهاجرين البنجلادشيين المتماسك والمتعاضد.

أويهيدي يجري اتصالاً بأسرته ويشاركهم بعض اللحظات الثمينة قبل أن تبدأ رحلته من مطار بنينا الدولي. الصورة: المنظمة الدولية للهجرة 2023/مؤيد الزغداني

كان أويهيدي سعيدًا بهذه البداية الجديدة، حيث رأى أنها خطوة نحو حياة أكثر ازدهارًا لأسرته.

يقول أويهيدي "لقد اشتقت لأطفالي كثيرًا. فعلى الرغم من أن التكنولوجيا قطعت شوطًا طويلاً، ويمكنني دائما رؤية صورهم أو التحدث إليهم عبر مكالمات الفيديو، إلا أنني ما زلت أفتقدهم. لقد كان من الصعب رؤيتهم يكبرون من مسافة بعيدة"
 

موظفو المنظمة الدولية للهجرة يقيمون آثار الدمار والاحتياجات العاجلة في أعقاب العاصفة دانيال. الصورة: المنظمة الدولية للهجرة 2023/مؤيد طارق

في 10 سبتمبر 2023، ضربت العاصفة دانيال شمال شرقي ليبيا، مما تسبب في حدوث فيضانات كارثية خلفت آلاف القتلى.

وكانت درنة، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 100,000 نسمة، هي الأكثر تضرراً من العاصفة، حيث اضطر ما يقرب من نصف سكانها إلى النزوح.

ووصف أويهيدي المحنة بأنها “كابوس لا ينتهي”؛ حيث فقد ثلاثة من أصدقائه المقربين في الفيضان.

كما فقد منزله وسبل عيشه وسيطر عليه الخوف وانعدام الأمن. ودفعته الكارثة إلى إعادة تقييم حياته واتخاذ قرار العودة إلى وطنه، وهو ما فعله في 21 ديسمبر 2023، بالإضافة إلى 138 مهاجرًا آخرين تأثر الكثير منهم أيضًا بالعاصفة.

مهاجرون بنجلاديشيون يستقلون رحلة عودتهم إلى دكا من مطار بنينا الدولي، وهي عودة إلى الجذور ولم الشمل. الصورة: المنظمة الدولية للهجرة ليبيا 2023/مؤيد الدوفاني

يعد برنامج العودة الإنسانية الطوعية التابع للمنظمة الدولية للهجرة بمثابة شريان حياة للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل مثل أويهيدي. وتوفر رحلات العودة الإنسانية الطوعية طريقة آمنة وكريمة للعودة إلى ديارهم، مما يسهل التعافي من الصدمات ويساعد الناس على إعادة بناء حياتهم.

يتم تمويل المساعدة التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة للعودة الإنسانية الطوعية في ليبيا من قبل برنامج حماية المهاجرين وعودتهم وإعادة إدماجهم في شمال إفريقيا (MPRR-NA) الممول من الاتحاد الأوروبي، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية، والوزارة الفيدرالية للشؤون الخارجية ( FDFA).

هذه القصة كتبها مؤيد الزغداني ومؤيد الدوفاني، المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا