قصص
بقلم :
  • سارة علي | المنظمة الدولية للهجرة في العراق، 2023

نينوى، العراق - كان قتيبة قد بلغ من العمر ثمانية عشر عامًا في سنة 2014 عندما دخل داعش مدينته تلعفر في نينوى شمال غرب العراق. كمثله، فرت العديد من العائلات من العنف وبحثت عن الأمان في أجزاء أخرى من البلاد. مرورا بالعديد من التجارب والمحن، سعت عائلة قتيبة إلى الأمان المؤقت في مدينة كربلاء وسط العراق، مما اضطره وإخوته للعمل في العديد من الوظائف لإعالة أسرتهم وتغطية النفقات اليومية.

لكن قتيبة أراد دائمًا العودة إلى دياره.

📸سارة علي / المنظمة الدولية للهجرة في العراق، 2023

"تركنا كل شيء وراءنا: منزلنا وملابسنا وكل ذكرياتنا عن تلعفر" أكمل قتيبة قائلا "كل خطوة اتخذناها من منزلنا كانت مليئة بالخوف والذعر."

عاد قتيبة وعائلته إلى تلعفر بعد رحلة نزوح استمرت أربع سنوات. في الوقت الذي تحتاجه رحلة إعادة البناء والتعافي مزيدًا من الوقت. يواجه المتضررون من النزوح صعوبات شديدة في تأمين سكن آمن وسبل عيش مناسبة، مما يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية ورفاهيتهم.

كجزء من التزام المنظمة الدولية للهجرة بدعم النازحين مثل قتيبة، قامت المنظمة في العراق بتطوير نظام المعلومات والاستشارة والإحالة (ICRS) لتقديم خدمة متكاملة تدعم الأفراد لبناء قدرتهم على الصمود من خلال الأنشطة المتعلقة بالصحة نفسية؛ تحسين الوصول إلى الخدمات بما في ذلك الدعم النفسي والاجتماعي المتخصص والخدمات القانونية وخدمات الحماية؛ ودعم سبل العيش.

يستهدف ICRS الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ثماني عشر وخمسة وثلاثون عامًا، ومن ضمنهم النساء والأشخاص ذوي الإعاقة. استفاد من النظام أكثر من 1700 شخص لغاية الان.

📸سارة علي / المنظمة الدولية للهجرة في العراق، 2023

كما يقول قتيبة “لقد تلقيت دورات في الصحة النفسية، والتنمية، وإدارة الوقت والعمل. لقد تعلمت أيضًا كيفية التعامل مع الضغوط النفسية " الذي تلقى دعمًا بمنحة إضافية لبدء عمله في غسيل السيارات وتأمين تدفق ثابت للدخل، وهو يخطط الآن لمزيد من التوسع.

يقول: "لقد مكنني هذا البرنامج - عقليًا وعمليًا - من استعادة حياتي شيئًا فشيئًا".

📸سارة علي / المنظمة الدولية للهجرة في العراق، 2023

المساعدة الاجتماعية والاقتصادية المتاحة من خلال المنظمة الدولية للهجرة وآليات مثل ICRS توفر مساحة آمنة لأفراد المجتمع من خلفيات مختلفة للتفاعل مع بعضهم البعض ومعالجة التوترات الاجتماعية في بيئة ما بعد الصراع. كما أنها توفر تدابير تكيف مستدامة وإيجابية لدعم مسار التعافي.

📸سارة علي / المنظمة الدولية للهجرة في العراق، 2023

ويختتم قتيبة بقوله: "أنا سعيد بما حققته.” وهو الآن في السابعة والعشرين من عمره، متزوج ويعيش في منزل مستأجر في تلعفر.

تنفذ المنظمة الدولية للهجرة في العراق نظام المعلومات والاستشارة والإحالة ICRS في محافظات نينوى والأنبار والنجف، بدعم من الحكومة الألمانية.