مع إعادة بناء العراق بعد سنوات من الصراع المدمر، هناك حاجة إلى الدعم لمواجهة تحديات انعدام الأمن المتبقية، والأضرار التي لحقت بالممتلكات والبنية التحتية العامة، وعدم الوصول إلى الخدمات بصورة كافية، والفرص الاقتصادية المحدودة في العديد من المناطق.

 

عبدالملك خالد البالغ من العمر 27 عامًا، من شورش - إحدى المناطق الفرعية في جمجمال الواقعة في محافظة السليمانية، إقليم كردستان العراق. بعد حصوله على شهادة الدبلوم في تقنيات المختبرات الطبية في عام 2015، عمل في العديد من الوظائف منخفضة الأجر - بما في ذلك كناسة الشوارع. وفقد عبد الملك الأمل في العمل في مجال دراسته، ولم يفكر أبدًا في امتلاك مشروعه الخاص. ومع ذلك، في عام 2018، طور عبدالملك مقترح مشروع لفتح مختبر طبي وتم اختياره للمشاركة في برنامج دعم سبل العيش الفردية الذي تديره المنظمة الدولية للهجرة. ألهم برنامج دعم سبل العيش الفردية عبد الملك وسمح له بافتتاح مختبره الخاص في شورش. في أوائل عام 2022، تحدث إلى المنظمة الدولية للهجرة في العراق حول تجربته والتقدم الذي أحرزه منذ افتتاح مشروعه.

الاستفادة من إمكانات الأعمال من خلال المساعدة في سبل العيش

"لقد تمكنت دائمًا من العثور على اعمال لنفسي - حتى عندما اعتبرها الآخرون غير لائقة، أو عندما دفعوا لي القليل. لقد عملت كمساعد في سوق صغير وقمت ببيع الفاكهة في عربة، والملابس في البازار، وبالونات الأطفال في الشارع. حتى أنني عملت في كناسة الشوارع لمدة ثلاثة أشهر - هل يمكنك تخيل شعور التخرج كواحد من أفضل الطلاب في صفك، وعليك أن تقوم بكنس الشوارع لكسب لقمة العيش؟

 

حاولت العمل كتقني في مختبر طبي بعد حصولي على شهادتي، لكنني لم أجد أبدًا وظيفة ذات أجر لائق. تلقيت عرضًا لمرة واحدة فقط من مختبر تقدمت إليه بطلب للعمل؛ فعرضوا عليّ دفعة شهرية قدرها 170 ألف دينار عراقي – ما يعادل 110 دولارات أمريكية - للعمل ستة أيام في الأسبوع. طلبت منهم زيادة المبلغ لكنهم رفضوا فلم أقبل بالوظيفة.

 

لم أكن ثريًا من قبل، لذلك لم أحلم أبدًا بامتلاك مختبري الخاص. أشعر أنه عندما تكون فقيرًا، فإن خيالك يكون أيضًا محدودًا ولا يمكنك الخروج بأفكار جديدة، بينما عندما يكون لديك المال، فإن الأفكار تدخل عقلك من العدم. عندما أبلغتني المنظمة الدولية للهجرة أنني قد تم ترشيحي في القائمة المختصرة لبرنامج دعم سبل العيش الفردية في عام 2018، عانيتُ للتوصل إلى أفكار. قال لي بعض الناس أن أفتتح متجرًا للاستنساخ، لكنني لم أكن مقتنعًا. قضيت الكثير من الوقت أفكر في نوع المشروع الذي يجب أن أقترحه. عندما ذهبت إلى مكتب المنظمة الدولية للهجرة ذات صباح ، خطرت لي فجأة فكرة استخدام درجتي الجامعية وافتتاح مختبر. وتم قبول اقتراحي.

 

إن افتتاح وإدارة مختبر ليس بالأمر السهل؛ فإنه يتطلب وقتًا والتزامًا وخبرة ومالًا. هذا هو السبب الذي جعلني اجد شريكًا تجاريًا لديه خبرة وفي وضع مالي أفضل مني، لإنشاء المختبر معه. زودتنا المنظمة الدولية للهجرة بالمعدات، وتكفلنا نحن بالباقي. اعتقدَ والدي أنني مجنون بإنشاء مختبر في بلدة صغيرة مثل شورش، لكنني كنت واثقًا من نجاحه.

الاستفادة من إمكانات الأعمال من خلال المساعدة في سبل العيش

كنت سعيدًا جدًا عندما افتتحنا المختبر في عام 2018. لقد عملت بجد كل يوم وكنت قد بذلك كل جهدي لإنجاحه، لكننا بالكاد حققنا أي ربح في الأشهر الأولى. في شورش لا يملك الناس الكثير من المال، والكثير يطلبون منا تخفيض الاسعار، رغم أن أسعارنا رخيصة جدًا. ذات يوم طلب رجل خصم 50٪ على اختبار سكر الدم العشوائي بتكلفة 1،000 دينار عراقي فقط.

 

في السنة الأولى التي افتتحنا فيها المختبر، جاءت إلينا امرأة من شورش كانت قد درست علم الأحياء الدقيقة الطبية تطلب وظيفة. لسوء الحظ، لم نتمكن من توظيف شخص ما، لكنها عرضت بعد ذلك العمل في المختبر كمتطوعة لزيادة خبرتها الشخصية، فقبلناها. بعد ستة أشهر، رأيت مدى نشاطها والتزامها بالمختبر، لذلك بدأت بمنحها مرتباً صغيرًا من جيبي الخاص؛ كان هذا كل ما يمكنني توفيره. بعد ذلك، قررت أنا وشريكي منحها المال من دخل المختبر أيضًا. لحسن الحظ، تحسن دخل المختبر، وأرسينا سمعة طيبة في المدينة. اليوم، لدينا ثلاثة أشخاص يعملون لدينا يوميًا. اشترينا مؤخرًا جهاز فحص الدم الكامل الذي ندفع ثمنه على أقساط. سيسمح لنا هذا الجهاز بتوسيع نوع الاختبارات التي نقدمها.

 

أعتقد أن دعم المنظمة الدولية للهجرة يضعني في موقف ما زلت أستفيد منه. لقد بدأت مؤخرًا الدراسة للحصول على درجة البكالوريوس في نفس مجال تكنولوجيا المختبرات الطبية. مع درجة البكالوريوس، سأكون قادرًا على فتح مختبر أكبر وتقديم المزيد من الاختبارات المتقدمة.

 

لن أكون قادرًا على تحمل تكاليف دراستي بدون الدخل الذي احصل عليه من المختبر. يتلقى العديد من الأشخاص دعمًا كبرنامج دعم سبل العيش الفردية، لكنهم لا ينشئون أي شيء به؛ يواجهون نفس التحديات التي واجهوها من قبل في غضون عام. أعتقد أنه إذا كنت صادقًا مع نفسك [بشأن الفرصة] ، فيجب أن تستغل هذه الفرص لخلق مصدر رزق لائق ".

 

حصل عبدالملك على دعم سبل العيش الفردية من المنظمة الدولية للهجرة في العراق، بدعم من وزارة الخارجية الأمريكية، مكتب السكان واللاجئين والهجرة.