الموصل - خزعل، 32 سنة، أب لثلاثة أولاد. في عام 2014، نزحت عائلته من تلعفر - بلدة في محافظة نينوى - إلى الموصل، بسبب الصراع مع داعش. كان يأمل دائمًا في العودة إلى منزله يومًا ما، ولكن قبل أن تمنحه الحياة راحة من الضغوط المرتبطة بالعيش في النزوح، بدأ يعاني من مشاكل صحية خطيرة.

لأسابيع، كان للسعال الدموي، واضطرابات الجهاز الهضمي، وفقدان الوزن بشكل كبير، وغيرها من الأعراض المنهكة تأثيرًا شديدًا على عافية خزعل وحالته النفسية. عانى خزعل كثيرًا حتى بعد زيارة العديد من الأطباء، تم تشخيصه أخيرًا بمرض السل (TB) في يناير 2020.

"لوقت طويل، ذهبت إلى الأطباء في محاولة لمعرفة ما الذي كان يؤلمني. فقدت القدرة على الأكل والشرب ولم أستطع المشي، لقد صدمت للغاية عندما قيل لي إنه مرض السل،” يتذكر خزعل.

"لفترة طويلة، كان على أن أكون حذرا مع عائلتي. كنت هناك، لكن لم أشعر بالأمان لأحتضن أطفالي الثلاثة أو أشعر بدفئهم؛ كانت هاتان السنتين من المعاناة أسوأ فترة في حياتي، خاصة بعد تدهور وضعي إلى ما يسميه الأطباء السل المقاوم للأدوية المتعددة، مما يعني أن التعافي كان أكثر صعوبة. "

وكشف خزعل أن حالته جعلته يشعر "بالاكتئاب" خاصة بعد أن فقد الكثير من الوزن، “كنت أعاني من سوء تغذية حاد. كنت ضعيفا وكان من الصعب على التحرك أو العمل أو عيش حياة طبيعية. “

يعتبر العراق أحد أعلى البلدان في معدلات الإصابة بمرض السل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. منذ عام 2014، أدت أزمة داعش والعمليات العسكرية اللاحقة لاستعادة السيطرة على المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش إلى مزيد من التدهور في القدرة على إدارة مرض السل في جميع أنحاء البلاد.

لا يزال الوضع الإنساني في العراق متقلبًا، ولا يزال أكثر من مليون شخص في حالة نزوح، ولا يزال حوالي 180 ألف شخص يعيشون في مخيمات للنازحين داخليًا. غالبًا ما يكافح الأشخاص داخل وخارج المخيمات للحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية الجيدة.

وأوضح خزعل: "لقد استخدمت العلاج الذي تلقيته من فريق التدرن الطبي المحلي التابع للمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، وعلى مدار العام ونصف العام الماضي، كنت أتلقى زيارات منتظمة من فريقهم الطبي المتنقل (MMT)، إنهم يتصلون كل يوم للتأكد من أنني أتناول أدويتي على النحو الموصوف ويزورونني من وقت لآخر لمعرفة حالتي.”

قال سيف مهند، ممرض في الفريق الطبي المتنقل في نينوى التابع لل IOM: "الاكتشاف المبكر يجعل العلاج أكثر فعالية ويقلل من إمكانية انتشار العدوى بين أشخاص آخرين, لقد أصبح السل مرضاً قابلاً للشفاء بسبب توفر الاختبارات والعلاجات.

ننصح أي شخص يعاني من السعال لمدة أسبوعين أو أكثر ، أو يعاني من نقص مفاجئ في الوزن أو ارتفاع درجة الحرارة ليلاً ، بزيارة أقرب مركز لفحص البلغم وبعد التشخيص سيقدم العلاج له مجانا "

تنشر المنظمة الدولية للهجرة مراقبين مدربين لمتابعة التسليم الصحيح والمتواصل لجرعات العلاج لمرضى السل.

الفريق الطبي المتنقل (MMT) التابع للمنظمة الدولية للهجرة في نينوى ومواقع أخرى يدعم برنامج حكومة العراق الوطني لمكافحة السل (NTP) في تنفيذ أنشطة للحد من السل، من خلال حملات التوعية، والفحص الأولي، وجمع عينات البلغم، ونقل حالات السل المفترض، وتتبع المخالطين، والعلاج الخاضع للمراقبة المباشرة (DOT) وتوزيع الغذاء ومتابعة علاج السل.

كما تدعم المنظمة الدولية للهجرة مراكز برنامج حكومة العراق الوطني لمكافحة السل NTP بزيارات إشراف مشتركة لجميع العيادات التابعة لل NTP في جميع أنحاء العراق، والتدريب أثناء العمل لموظفي المختبرات، وشراء أدوية السل ومستلزمات المعامل، وتحديث وطباعة المبادئ التوجيهية ، وتوفير معدات الحماية الشخصية ومواد الوقاية من العدوى والسيطرة عليها ، وأدوات التشخيص. مثل آلات GeneXpert، والتدريب على بناء القدرات، والمزيد.

على الرغم من أن جهود البرنامج الوطني لمكافحة السل والمنظمة الدولية للهجرة كانت مثمرة في علاج الآلاف من المصابين بالسل في جميع أنحاء العراق منذ عام 2014 ، إلا أنه لا يزال يتعين بذل المزيد من الجهود للحد من انتشار مرض السل في العراق, وهذا يشمل زيادة عدد الفرق الطبية المتنقلة في جميع أنحاء البلاد لتوسيع التغطية الجغرافية والمساعدة في علاج الحالات بين السكان المعرضين للخطر في المخيمات ومجتمعات العائدين والمجتمعات المضيفة حيث قد يصعب الوصول إلى الرعاية بطريقة أخرى بالاضافة الى زيادة وحدات إدارة السل وافتتاح مراكز تشخيص في كل محافظة (يوجد حاليًا 135 وحدة وظيفية لإدارة السل في العراق) و جعل دواء السل أكثر توفرا ؛ وتنظيم حملات توعية جماهيرية إضافية.

بمساعدة الفرق الطبية المتنقلة التابعة للمنظمة الدولية للهجرة والوصول المنتظم إلى الأدوية، تحسن وضع خزعل بشكل كبير منذ تشخيصه الأصلي. "أنا أتعافى؛ لقد اكتسبت أكثر من 10 كيلوغرامات وأشعر أنني مستقر هنا في غرب الموصل مع عائلتي، " أوضح خزعل. "لمدة عامين تقريبًا، لم أستطع المشي لأكثر من خمس دقائق؛ لحسن الحظ، يمكنني المشي مرة أخرى لساعات والاستمتاع بحياتي العائلية مرة أخرى. "

 

إن استجابة المنظمة الدولية للهجرة للسل في العراق ممكنة بفضل الدعم المقدم من الصندوق العالمي.

كتبت هذه القصة سارة علي من المنظمة الدولية للهجرة في العراق.