قصص
بقلم :
  • ميكو إلزاس | مسؤول التواصل والإعلام لدى بعثة المنظمة الدولية للهجرة في تركيا

تخيل أنك تعيش في خيمة لمدة ست سنوات، حيث لا يمكن الوصول إلى الكهرباء، ولا يوجد مياه جارية، ولا يوجد أية خصوصية.

أصبح هذا واقع خالد عندما اضطر، مثل ملايين آخرين في سوريا، إلى الفرار من منزله جراء الحرب.

خيمة واحدة يسكنها هو وزوجته وأطفاله الأربعة.

يتذكر خالد أن فصول الشتاء القاسية كانت أسوأ ما في الأمر، ويقول "في كل عام، كنا نضع الحجارة حول الخيمة لمنعها من الوقوع."

وشهد كل صباح رحلة شاقة لإعادة ملء خزان المياه.

واليوم، تعيش عائلة خالد الآن في مأوى جديد وكريم، مما يبعث على الإحساس ببعض الراحة وسط حياة النزوح.

حصلت 160 أسرة في محيط خالد على مآوى كريمة. الصورة: المنظمة الدولية للهجرة

يقول خالد: "لقد أحدث ذلك فرقًا كبيرًا، وأراحنا نفسيًا."

المأوى الكريم عبارة عن وحدة مأوى مسبقة الصنع مكونة من إطار فولاذي ومدخل قابل للقفل ونظام إضاءة يعمل بالطاقة الشمسية. تحتوي كل وحدة على مطبخ ومنطقة معيشة ومرافق النظافة.

"كانت لدينا مساحة مشتركة للمراحيض، ولم تكن مناسبة للنساء والفتيات. والآن لدينا مراحيض خاص بنا”.

كما يشعر خالد بسعادة غامرة لامتلاك مطبخ لأول مرة منذ سنوات، ويتذكر أنه اضطر إلى طهي الطعام خارج خيمتهم، حيث كان هذا خيارهم الوحيد على الرغم من خطر نشوب الحرائق.

يعد الموقع الذي به خالد أحد ثلاثة مواقع تقوم فيها المنظمة الدولية للهجرة وهيئة الإغاثة الإنسانية، بدعم من الاتحاد الأوروبي، بتركيب مآوى كريمة.

"نحن جميعًا سعداء ومرتاحون هنا. لم يعد لدينا هذا الوضع المتوتر بسبب ظروفنا المعيشية الصعبة."

ومع اقتراب صيف آخر، يشعر خالد بأنه محظوظ لأنه سيقضي هذا الصيف وهو يصله كهرباء لتشغيل المروحة.

 

أصبح حصول خالد الآن على المياه الجارية ضرورة ملحة حيث إنها محورية في الوقاية من الأمراض مثل الكوليرا. الصورة: المنظمة الدولية للهجرة/ أحمد عبد الحميد

وفي المجمل، منذ عام 2022، قامت المنظمة الدولية للهجرة بتركيب أكثر من 8,100 وحدة إيواء كريمة في محافظتي حلب وإدلب.

وفي هذا السياق، تقول كلوديا ناتالي، نائبة رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في تركيا: "يوفر هذا تحسناً كبيراً في الظروف المعيشية للعائلات النازحة منذ سنوات، كما أنها فعالة من حيث التكلفة ومستدامة، حيث لا نزال نواجه تخفيضات حادة في تمويل الاستجابة الإنسانية في شمال غرب سوريا."

وبتكلفة خيمتين، والتي يجب استبدالها كل ستة أشهر، يمكن أن يستمر المأوى الكريم لمدة تصل إلى عشر سنوات، مع وجود خصوصية وثبات أفضل.

وتقوم المنظمة الدولية للهجرة والهيئة الدولية للتنمية بإعادة تأهيل وتوسيع شبكة المياه والحرص على إمداد كل أسرة بها، مما يضمن حصول الأسر بشكل مستمر على المياه النظيفة. في السابق، كان عليهم الاعتماد على إعادة تعبئة خزانات المياه أو المنظمات التي تقوم بنقل المياه بالشاحنات.

وكجزء من الاستجابة متعددة القطاعات، تلقت عائلة خالد أيضًا ست جولات من المساعدات النقدية متعددة الأغراض. "لقد كان مفيدًا جدًا في السماح لنا بتلبية احتياجاتنا الأساسية."

بعد 13 عامًا من الحرب في سوريا، يتوق خالد إلى أوقات أكثر هدوءا. الصورة: المنظمة الدولية للهجرة/ أحمد عبد الحميد

على الرغم من الجهود الجماعية، لا تزال الظروف قاسية بالنسبة لـ 4.2 مليون شخص في شمال غرب سوريا الذين ما زالوا بحاجة إلى المساعدة الإنسانية. وما زال أكثر من 800 ألف شخص يعيشون في خيام مهترئة.

وعلى الرغم من أن خالد وعائلته ينامون الآن بشكل أفضل في الليل، إلا أن هدفه التالي هو العثور على وظيفة، حيث كان يعتمد على ابنه الذي يعمل في الزراعة الموسمية.

مع عدم وجود حل في الأفق للصراع، تتلاشى ذكريات خالد عن السلام والأمان أكثر فأكثر كل يوم.

"إنه لأمر رائع أن يكون لدي منزل جديد، لكنه لن يكون أفضل من منزلي القديم. آمل أن يتم حل كل شيء في يوم من الأيام، حتى أتمكن من العودة وإعادة بناء منزلي".

إن عمل المنظمة الدولية للهجرة على إنشاء ملاجئ كريمة في شمال غرب سوريا أصبح ممكناً بفضل الاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الفيدرالية الألمانية والصندوق الإنساني عبر الحدود السورية وصندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة الطوارئ.

بقلم ميكو ألازاس، مسؤول الإعلام والاتصالات في بعثة المنظمة الدولية للهجرة في تركيا