تقع على عاتق وكالات إدارة الحدود المسؤولية عن تيسير وتسهيل التنقل المشروع للأشخاص والبضائع، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الأمن ومنع حدوث الأنشطة الإجرامية عبر الحدود، بما يكفل توارناً صحيحاً بين الانفتاح والضبط. ومع ذلك، تصبح هذه المهمة غير يسيرة وتواجه تحديات خطيرة، خصوصاً في أوقات الأزمات الإنسانية التي كثيراً ما تقرر الدول خلالها إغلاق الحدود لضبط أي تحركات بشرية كبيرة عبر الحدود بغية تحقيق الأمن والاستقرار. وبالتالي، تعد آليات الاستجابة المعدة إعداداً جيداً على الحدود أو في الأماكن التي يبحث فيها المهاجرون أو النازحون قسراً عن الأمان في غاية الأهمية وغالباً ما يكون العمل الإنساني ممكناً فقط إذا ظلت الحدود مفتوحة ومضبوطة في الوقت نفسه بما يمكن المهاجرين المستضعفين الذين يحتاجون إلى الحماية أو المساعدة من الوصول إلى بيئة آمنة تساعدهم على التعافي من محنتهم. 

تساهم المنظمة الدولية للهجرة من خلال برامجها في مجال الهجرة وإدارة الحدود، وعلى وجه الخصوص إدارة الحدود الإنسانية، في ضمان أن تكون الدول قادرة على إدارة التحركات البشرية عبر الحدود وأراضيها بصورة فعالة وبما يتماشى مع المعايير الدولية. وفي هذا الصدد، توفر المنظمة الدعم للحكومات لضمان احترام حقوق المهاجرين، وفتح قنوات آمنة ومنظمة للهجرة، وفي الوقت نفسه مكافحة الجريمة العابرة للحدود الوطنية، مثل تهريب المهاجرين أو الاتجار بهم. ويتم كل هذا بالتعاون مع مجموعة متنوعة من الشركاء الدوليين والمجتمع المدني المحلي والقطاع الخاص عبر بناء القدرات البشرية والفنية لتحسين السياسات والنظم  من خلال برامج ومبادرات لدعم بناء القدرات أو توفير المعدات والبنية التحتية. 

علاوة على ذلك، تحرص المنظمة الدولية للهجرة على تحسين وتطوير عملياتها دائماً لمواكبة التحديات المستجدة في موضوع الهجرة، بما في ذلك دعم الدول المتضررة من الأزمات الإنسانية عبر تسجيل المهاجرين واستقبالهم، وتحديد الفئات الأكثر ضعفاً من بينهم وإحالتهم الى الخدمات والجهات المعنية، وبناء القدرات وشراء المعدات اللازمة لعمليات البحث والإنقاذ في البحر أو في الصحراء الكبرى. في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تشمل محفظة مشاريع إدارة الهجرة التي تنفذها المنظمة الدولية للهجرة مبادرات خفارة المجتمعات المحلية، ودعم السلام والأمن على مستوى المجتمعات المحلية مع التركيز على المجتمعات المحلية الحدودية وزيادة قدرات وزارات الداخلية على التنسيق المركزي والمحلي بشأن نُهج وتدخلات خفارة المجتمعات المحلية.
 

التنسيق 

•    نظمت المنظمة الدولية للهجرة اجتماعاً في مدينة نيامي بالنيجر كان الأول من نوعه لدعم التعاون الإقليمي بشأن إدارة الهجرة في منطقة الساحل والمنطقة المغاربية. وشارك في الاجتماع وفود من بلدان تشاد والجزائر والسودان وليبيا ومالي وحكومة النيجر المضيفة لمناقشة التحديات العابرة للحدود على طول طريق الهجرة إلى وسط البحر الأبيض المتوسط، ومخاطر انتشار الأمراض المعدية عبر الحدود. 
 تمثلت التوصيات الرئيسية للاجتماع فيما يلي: 
•    تعزيز القدرات التشغيلية لقوات الحدود في مجال مراقبة الحدود، والبحث والإنقاذ في البر والبحر
•    تحسين تنسيق الإجراءات وتحسين تبادل المعلومات في مجال مكافحة الجريمة العابرة للحدود
•    تحسين آلية التنسيق عبر الحدود عن طريق إنشاء فريق عمل إقليمي لتحسين الاستجابة للتهديدات الصحية العامة وتبادل المعلومات في حالات الطوارئ العابرة للحدود
 

الشركاء والجهات المانحة 

المانحون الرئيسيون لمشاريع إدارة الهجرة والحدود في المنطقة هم (حسب الترتيب الأبجدي) حكومات ألمانيا وكندا والولايات المتحدة واليابان، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. ونظراً للطابع الفني للغاية لبرامج إدارة الهجرة والحدود، تتعاون المنظمة الدولية للهجرة مع وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها الأخرى أو الدول الأعضاء في المنظمة لإيجاد أرضيات مشتركة للتعاون والاستفادة من الخبرات المتخصصة لبعضها بعضاً.