-
من نحن
من نحنالمنظمة الدولية للهجرة هي المنظمة الحكومية الدولية الرائدة التي تعمل على تعزيز الهجرة الإنسانية والمنظمة لصالح الجميع، مع وجودها في أكثر من 100 دولة. نشطت المنظمة الدولية للهجرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منذ أوائل الثمانينيات.
معلومات عن
معلومات عن
المنظمة الدولية للهجرة في العالم
المنظمة الدولية للهجرة في العالم
-
عملنا
عملنابصفتها المنظمة الدولية الرائدة التي تروج للهجرة الإنسانية منذ عام 1951، تلعب المنظمة الدولية للهجرة دورًا رئيسيًا في دعم تحقيق خطة عام 2030 من خلال مجالات التدخل المختلفة التي تربط بين المساعدة الإنسانية والتنمية المستدامة. تدعم المنظمة الدولية للهجرة الدول في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تحقيق أولوياتها الوطنية والوفاء بالتزاماتها الدولية في مجالات الهجرة والنزوح والتنقل.
ماذا نفعل
ماذا نفعل
القضايا العالمية الشاملة
القضايا العالمية الشاملة
- أين نعمل؟
- شارك بعمل شيء
- البيانات والمصادر
- 2030 Agenda
"حُبستُ في منزلي لمدة 15 يوماً بسبب القتال المستمر. كان منزلي واقع في نقطة تماس بين القوات المتحاربة. لم يكن هناك وسيلة للهروب." هكذا تحدث محمد مستذكراً الأيام الأولى للصراع.
"كنت أعرف الكثير من الأشخاص الذين أصيبوا بطلقات رصاص أو تقطعت أذرعهم وأرجلهم بسبب الانفجارات. لقد كان الأمر مخيفاً جداً."
كان محمد واحد من آلاف السودانيين الذين فروا من بلادهم بعد بدء الصراع الذي اندلع في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع الشبه عسكرية. ولد محمد ونشأ في عاصمة السودان، الخرطوم، وعاش معظم حياته في سلام نسبي.
أذهل حجم القتال ونطاقه العديد من المدنيين. يقول محمد: "تذكرت أنه كانت هناك حرب دائرة في دارفور عندما كنت طفلاً، لكنني لم أكن أعتقد أن مثل هذا الشيء يمكن أن يحدث في العاصمة".
"كان المنزل جميلاً، كان مكاناً جميلاً." هكذا تحدث محمد وهو يتذكر الحياة قبل اندلاع أعمال العنف: "كنت أعتقد أن الأمور بدأت تتقدم أخيراً في السودان".
عندما أُعلن وقف إطلاق النار في شهر مايو، اغتنم محمد ووالده ووالدته الفرصة للهروب من العاصمة. وبقلوب مُثقلة، استقلوا الحافلة المتجهة إلى مصر، تاركين وطنهم ورائهم.
يقول محمد: " كانت رحلة شاقة استغرقت يومين طويلين، وعلى طول الطريق شهدت فظائع لا يمكن تصورها، حيث تم إطلاق النار على المنازل أو إحراقها".
كانت الرحلة خطيرة للغاية. احترقت عدة سيارات على طول الطريق بينما بالكاد تجنبت حافلتهم في مرحلة ما نيران الأسلحة. تضمن الطريق إلى مصر عدة نقاط تفتيش، وأخضع جميع الركاب لعمليات تفتيش مهينة.
يقول محمد: "عند إحدى نقاط التفتيش، طُلب منا تسليم جميع أموالنا وممتلكاتنا، ولم يبق لنا شيء". وبحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى الحدود المصرية في أواخر يوليو، أمضى محمد ثلاثة أيام أخرى في جمع ما يكفي من المال لدفع تكلفة النقل لشق طريقه عبر الحدود.
قبل الصراع، أمتلك محمد متجر للإلكترونيات، كان يبيع فيه الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية. لكن تسببت له الأزمة في خسائر فادحة، حيث دُمر نشاطه التجاري وتحطمت وسيلته في كسب عيشه. وهو الآن في بلد جديد، ويتوجب عليه أن يبدأ فصلاً جديداً، وإن يُعيد بناء حياته بعد أن فقد كل شيء.
"من الصعب أن تفقد كل شيء. لكني ما زلت أختار أن أتمسك بالأمل، أتمنى العودة إلى بلادي عندما تنتهي الحرب." ينحدر محمد في الأصل من شمال دارفور، وعاش في العاصمة السودانية الخرطوم. وأثناء إقامته في الخرطوم، أتت عائلته من شمال دارفور وعاشت في الفاشر.
قام محمد بالتسجيل للحصول على المساعدات لإعادة بناء حياته أثناء إقامته في مصر - وهي واحدة من أكبر البلدان المستضيفة، حيث وصل ما يقدر بنحو 415,000 شخص من السودان إلى مصر منذ منتصف أبريل.
ومع ذلك، ما زال محمد يشعر بقلق عميق على أسرته التي ما تزال في الفاشر، حيث حاصرهم القتال فعلياً دون وجود ممر آمن لهم. "ما الفائدة من أن تكون آمناً إذا لم تكن عائلتك آمنة؟" يسأل محمد.
تعرف سارة عن الحرب التي اندلعت في دارفور في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهو صراع مروع اجتاح منطقة دارفور بالسودان وأدى إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين. ولحسن حظها، لم يصل الصراع قط إلى العاصمة الخرطوم، حيث كانت تعيش مع زوجها.
تغير كل هذا بالنسبة لها عندما اندلع القتال في جميع أنحاء البلاد في أبريل.
"ذهبت إلى الفراش في ليلة عادية واستيقظت على حرب".
في صباح يوم 15 أبريل، استيقظت سارة على أصوات طلقات نارية بالقرب من منزلها. في البداية، كانت تأمل أن لا يستمر القتال أكثر من بضعة أيام فقط، لكنه استمر، مما أدى إلى محاصرتها هي وعائلتها في المنزل. "كان الرجال المسلحون يتنقلون من حي إلى آخر لتفتيش المنازل، واغتصاب النساء، ومضايقة الرجال. كان الأمر مريعا.
ومع عدم قدرتها على الهروب، بذلت سارة قُصارى جهدها لتهدئة أطفالها أثناء اختبائهم في المنزل. "كانت القنابل المُدوية تخيفهم، وكلما مرت طائرة، كان ابني الأصغر يعتقد أن هذه هي الطائرة التي ستنهي الحرب. أراد حقاً أن يُصدق أن أي شيء يمكن أن يضع حداً لكل هذا.
وفي أوائل شهر مايو، وجدت سارة فرصتها للهروب من الخرطوم خلال وقف إطلاق النار واستقلت حافلة متجهة إلى مصر مع عائلتها. واليوم، أصبحت آمنة في مصر وقد قامت بالتسجيل للحصول على المساعدات من مكتب المنظمة الدولية للهجرة في القاهرة ولكنها مازالت قلقة على مستقبل أطفالها. "أريد أن يعُم السلام السودان مرة أخرى."
تشبه التجارب المروعة التي عاشها محمد وسارة تجارب أكثر من 1.7 مليون شخص فروا من السودان إلى البلدان المجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة في مقدمة الاستجابة منذ بداية الأزمة، حيث قدمت المساعدات المُنقذة للحياة لأكثر من مليون شخص في السودان والدول المجاورة عبر التدخلات بالغة الأهمية في مجالات الصحة والحماية والمياه والصرف الصحي والنظافة والمأوى.
ومنذ أبريل، فر أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم، ولجأوا إلى أماكن داخل البلاد وخارجها. إن شعب السودان بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق نار فوري. ويجب أن تصل المساعدات إلى الملايين من المحتاجين. ويجب أن يكون الناس قادرين على الوصول إلى الغذاء والوقود والأدوية وغيرها من الإمدادات والخدمات الحيوية. وينبغي أن يتمكن الأشخاص الذين يحاولون الفرار والحصول على المساعدات من القيام بذلك بأمان. كل لحظة من العنف المستمر تعرض المزيد من الأرواح للخطر.
كُتبت هذه القصة بواسطة موسى محمد بدعم من مريم الجزيري وليزا جورج وسلمى عكاشة.