الجزائر العاصمة، الجزائر - في العام الماضي، تلقى أليو وهو رجل سنغالي يبلغ من العمر 30 عامًا، مساعدة للعودة الطوعية من الجزائر إلى السنغال من خلال برنامج المساعدة على العودة الطوعية وإعادة الإدماج التابع للمنظمة الدولية للهجرة. الآن، بعد الاستفادة من دعم إعادة الإدماج، تمكن من إنشاء مشروع زراعي صغير والمشاركة في مجموعة من الأنشطة لزيادة الوعي حول مخاطر الهجرة غير النظامية.

في عام 2016، اخذ أليو الأشياء القليلة التي كان يمتلكها وغادر بلاده بحثًا عن حياة أفضل في مكان يمكنه العمل فيه لإعالة نفسه وعائلته. أخبره بعض أصدقائه المقيمين في الجزائر العاصمة أنه يمكنه العثور على وظيفة في الجزائر، لذلك قرر أن يجرب السفر اليها.

يقول أليو: "غادرت السنغال لأنني لم يكن لدي وسيلة للبقاء على قيد الحياة. لم يكن لدي عمل ولا مال ولم يكن لدي أي خيار سوى أن أسلك هذا الطريق."

بعد المشي لعدة أيام مع مجموعة من المهاجرين الاخرين، وصل أليو إلى مدينة جاو في شمال مالي - آخر نقطة قبل دخول الجزائر. يقول أليو: "تم إيقافنا في وسط الصحراء. لقد أخذ المجرمون كل شيء ذي قيمة لدينا قبل السماح لنا بمواصلة رحلتنا".

عند وصوله إلى الجزائر بدون أي شيء، سرعان ما وجد أليو وظيفة في موقع بناء بمساعدة أصدقائه. على الرغم من أنه لم يكن بنّاءًا وليس لديه خبرة في البناء، فقد تعلم المهنة بسرعة، وطور مهارات جديدة. سرعان ما اشتهر بين زملائه لعمله الجيد. "كنت جيدًا لدرجة أنهم أطلقوا عليّ بلال [اسم رجل جزائري] البناء".

 بعد تفشي فيروس كورونا في عام 2020، أصبحت فرص كسب العيش نادرة. فقد أليو وظيفته. لقد سمع عن برنامج المساعدة على العودة الطوعية وإعادة الإدماج التابع للمنظمة الدولية للهجرة من خلال بعض الأصدقاء وقرر التسجيل للعودة إلى الوطن.

بعد مرور بضعة أسابيع، تمت دعوة أليو إلى جلسة استشارية افتراضية لتحديد أهليته للمساعدة في برنامج المساعدة على العودة الطوعية. ثم تم تقديم الدعم له للعودة الطوعية إلى السنغال في نوفمبر 2020، من خلال رحلة عودة خاصة تم تنظيمها بفضل تسهيل السلطات الجزائرية، على الرغم من قيود السفر المفروضة منذ مارس 2020.

"أقنعتني مساعدة إعادة الإدماج التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة للمهاجرين [العائدين المؤهلين] بالعودة إلى بلدي. بفضل مساعدة المنظمة الدولية للهجرة، تمكنت من إنشاء مشروع زراعي صغير".

يمتلك أليو اليوم حوالي خمسمائة دجاجة. قام ببناء مزرعة صغيرة ويتطلع حاليًا إلى توسيع نطاق أعمال تربية الدواجن. بالإضافة إلى كونه صاحب شركة، أصبح أليو ناشطًا، حيث رفع الوعي بين الشباب السنغالي حول مخاطر الهجرة غير النظامية. شارك في برامج تلفزيونية ويريد إنشاء جمعية تجمع العائدين من الجزائر.
 

يقول أليو: "أنا أبحث عن بعض الدعم لتطوير الجمعية. ان معظم العائدين الذين لم يتمكنوا من بناء مشاريع مستدامة سيحاولون مغادرة البلاد بالرغم من المخاطر".

أليو هو واحد من أكثر من 1000 مهاجر ساعدتهم المنظمة الدولية للهجرة على العودة الطواعية والآمنة إلى بلدانهم الأصلية من الجزائر منذ ظهور جائحة كوفيد. تم تنظيم مساعدة العودة الآمنة والكريمة في إطار المبادرة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة لحماية المهاجرين وإعادة إدماجهم، بدعم من حكومة الجزائر والاتحاد الأوروبي.

لضمان إعادة الإدماج المستدامة للعائدين في مجتمعاتهم الأصلية، يتلقى العائدون المؤهلون مثل أليو مساعدة إعادة الإدماج، والتي قد تشمل الدعم الاقتصادي والاجتماعي والنفسي والاجتماعي بعد تطوير خطط مساعدة إعادة الإدماج المصممة بناءً على احتياجاتهم.

تم إطلاق المبادرة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة لحماية المهاجرين وإعادة إدماجهم في ديسمبر 2016، بدعم من الصندوق الاستئماني للطوارئ التابع للاتحاد الأوروبي لأفريقيا، وتضم 26 دولة أفريقية في منطقة الساحل وبحيرة تشاد والقرن الأفريقي وشمال إفريقيا. يدور الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة حول الهدف المشترك المتمثل في ضمان أن تكون الهجرة أكثر أمانًا وأكثر استنارة ومدارة بشكل أفضل لكل من المهاجرين ومجتمعاتهم.